1/21/2016 -

عادت للرتابة الباردة مجددا 
تبحث عن مكان شاغر في صف الباليه لتتخطى طريق الحزن برشاقة ، أو عملا رجاليا كي تبقي رأسها مفرغا من العاطفة مملوء بالأرقام والعملات.. أو ببساطة تقود سيارتها حافية القدمين صوب أقرب مقهى لتجلس في أبعد ركن تراقب كل شيئ ولا شيئ وتتجرع تلك السذاجة التي كانت عليها مع  فنجان قهوة بنفحة ينسون أو قرفة 
هكذا هي الأنثى؛ عندما تحزن تنتقي كل شيئ بحس عال من الدقة ؛ تتفن في ارضاء ذوقها لتقنع نفسها أن الحزن مجرد شعور..وأنه لا يجب أن تدع “أي شعور يتحكم بك” مما أخذته من برامج تطوير الذات ؛ تعلم أن هذا الهراء حقيقي.. حاليا لا يتماشى ذلك مع مزاجها..ومهما تعلمت فن التحكم في الذات إلا أنها تفضل تسليم القيادة لمزاجيتها المضطربة…لا تتوقع كيف ستكون بعد دقيقة.. إما أن تشهق بكاء بين جمع البشر، أو تبتسم من إطارها الخارجي كنوع من البريستيج 
تدرك كم ساذجة هي والحياة..
عندما تحزن ترى الكل سعيدا 
لكنها لا تنتبه أن هناك أناسا تتخبط بين جدران الألم القاتل الذي يُفرغ جوفك من الوجود ؛ عندما تضحك هي بكل سعادة لتملأ جوفها الذي سُيفرغ يوما 
المسألة أن الحزن يجعلك وحيدا ، لذلك تبحث بين كل تلك الوجوه عن شخص في حالة مماثلة كي تطمئن أنها لا تعاني وحدها 
حتى هوكينغ اعترف أن المرأة من أصعب ألغاز العالم ؛ فهي تعيش حزنها برقة ولكن تبكي كالأطفال الصغار وتمسح كحلها الملطخ على وجهها من فرط البكاء وتبتسم أمام المرآة أبتسامة عريضة تجذب معها كل الأوجاع لتتغير ملامح وجهها الصغير مجددا وتدخل في موجة رابعة وتسكته بمياه باردة تفزع بها وجهها المحموم من حرارة البكاء ، وكل هذا مفهوم عندها ، أو العكس، ما يهمها فالمقام الأول أن تعبر عن فوضاها الداخلية حتى لو أحيانا تبدو كتصرفات فتاة مراهقة ، كقاتل متسلسل ، وأحيانا كمختل عقلي أي سايكو 
ثم تذهب للنوم بكل تلك الأفكار 
بكل ذلك الحزن 
تستعرض ما لا يجب استعراضه.. تتنفس بعمق وتغمض عينيها المتورمتين 
تستيقظ على ضوء الصباح 
تبحث عن المنبه الذي أزعجها البارحة وألقته في اللامكان 
توضح أنه جانب السرير ؛ تقوم بتثاقل العالم كله 
تتمعن وجهها فالمرآة لتضحك بغباء 
وتمضىي 

إرسال تعليق Blogger

 
Top