2/01/2013 -

في منتصف القرن الثامن عشر كانت حالة اليهود في أوروبا يُرثى لها؛ ولقد لقي هؤلاء من المسيحيين ما لم يلقه أحد. فلقد كان الصراع بين اليهودية والمسيحية صراعاً عقائدياً ودموياً. فكان المسيحيون في أوروبا يضطهدون اليهود ويلاحقونهم ويطاردونهم في كل مكان وجدوا فيه؛ ولقد ذبحوهم عدة مرات ونشروا الرعب في صفوفهم وبخاصة في القرن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .. عندئذٍ-أي مع مطلع العقد السابع من القرن الثامن عشر-اجتمع عددٌ من كبار الحاخامين والمديرين والحكماء ، وقرروا أن يُؤسسوا مجمعاً سرياً يعملُ على تخليصهم من هذا الوضع المزري ويعيد إليهم حقَّهم المسلوبَ، وسلطانهم ومجدهم الموهوب من قبل الرب كما يزعمون! ولقد سموا هذا المجمع بالمجمع النوراني ( The illuminati)2. وكان المجلس الأعلى للمجمع النوراني مُؤلَّفاً من ثلاثة عشر عضواً.3
ويشكل هؤلاء اللجنة التنفيذية لمجلس الثلاثة والثلاثين4. وكان النورانيون يجبرون كل عضو جديد ينضم إلى صفوفهم على أن يحلف أيماناً مغلظة بالخضوع المطلق الشامل لرئيس مجلس الثلاثة والثلاثين والاعتراف بمشيئته مشيئة عُليا لا تفوقها أيةُ مشيئةٍ أُخرى على الأرض، كائنةً مَنْ كانت.

شعار النُّورانيين:

- الهرم: يرمز إلى المؤامرةِ الهادفةِ إلى تحطيمِ الكنيسةِ الكاثوليكيةِ (كممثلةٍ للمسيحيَّةِ العالميَّةِ) وإقامة حكم ديكتاتوري تتولاهُ حكومةٌ عالميَّةٌ على نمط الأُممِ المتحدةِ!.
- العين: التي في أعلى الهرم ترسل الإشعاعات في جميع الجهات: ترمز إلى وكالة تجسس وإرهاب، أسسها وايزهاوبت على نمط الغستابو تحت شعار الأخوة! لحراسة أسرار المنظمة، وإجبار الأعضاء على الخضوع لقوانينها.
- الكلمتان المحفورتان في أعلى الشعار (Annuit Coeptis) تعنيان: مهمتنا قد تكللت بالنجاح.
- الكلمات المحفورة في أعلى الشعار (Novus Ordo Seclorum) معناها: النظام الجديد.
وأخيراً تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الشعار لم يتبنَّ من قبل الماسونية إلا بعد دمج أنظمتها بالأنظمة النورانية إبان مؤتمر فلمسباد سنة 1782 م.

ملاحظة: هذا الشعار هو الذي تبناه وايزهاوبت عندما أسس منظمة في أيار 1776 وهو نفسه الذي يظهر على أحد وجهي الدولار الأمريكي. والتاريخ الذي تعنيه الأرقام المحفورة على قاعدته بالحرف الروماني (MOCCLXXVI) تعني 1776 تاريخ إعلان إنشاء المنظمة وليس تاريخ إعلان وثيقة الاستقلال الأمريكي!.

النورانية تخترق الماسونية وتُسيطرُ عليها:

في عام 1773 دعا ماير روتشيلد اثني عشر رجلاً من كبار الأغنياء والمتنفذين لملاقاته في فرانكفورت، وكان الهدف من وراء هذا الاجتماع هو إقناع هؤلاء بضرورة تنسيق الأمور فيما بينهم، وتجميع ثرواتهم، وتأسيس مجموعة واحدة تمكنهم من تمويل الحركة الثورية العالمية، فيستخدمونها للوصول إلى الهدف الأسمى عندهم، ألا وهو السيطرة على الثروات والموارد الطبيعية واليد العاملة في العالم بأجمعه.. ولقد انتهى هذا الاجتماع بإقناع أغلبية المجتمعين بفكرة ماير. بعد ذلك أمد ماير رجلاً يدعى آدم وايزهاوبت بالمال ليضع مخططاً على أسس حديثة يستهدف تحقيق أهـداف المجتمع النوراني وتطوير محافله. فقام هذا بمهمته (شرَّ) قيام إذ نظم سنة 1776 جماعة يبلغ عددهم نحو ألفي شخص، في محافل سماها محافل النورانيين، واختار وايزهاوبت أنصاره من علية القوم، زاعماً أن الهدف من ذلك هو إنشاء حكومة عالمية واحدة، من ذوي القدرات والكفاءة والذكاء؛ لتحكم العالم حكماً خيِّراً رشيداً، ووضع حد للحروب والعصبية والويلات. ولكن الهدف من ذلك كان درس التسلل إلى قلب الماسونية الأوروبية، والإفادة من تغلغلها وسريتها في التمهيد لكنيس الشيطان للسيطرة على العالم.

لقد قرر النورانيون محفل الشرق الأكبر في مدينة انغولدشتان بألمانيا، مركزاً لانطلاق حملة تغلغل المنظمة في قلب الماسونية الأوروبية في كل مكان.. في هذا الوقت ، كان وايزهاوبت قد وضع مخططه الذي كان يستدعي تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة، وذلك عن طريق خلق معسكرات متناحرة ومتصارعة في المجتمعات غير اليهودية التي يسمونها الجوييم (لفظة يطلقها اليهود على جميع البشر من الأديان الأخرى) وإبقائها في حالة حرب حتى تضعف جميعها وتكفر بكل القوانين والأديان ، فيصبح من السهل على هؤلاء الشياطين أن يسيطروا على تلك الشعوب المنهكة ويسيروها كيفما شاؤوا .. وكانت خطة وايزهاوبت تقتضي اتباع الخطوات الآتية:
1- استعمال الرشوة بالمال والجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة في جميع الحكومات، وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني!!.

2- حث النُّورانيين على العمل كأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية ليتسنَّى لهم اصطياد الطلاب النابغين والمتفوقين من الأسر العريقة، فيغررونهم بأنفسهم بحكم تفوقهم، ويعطونهم الشهادات والرتب والألقاب والمنح!! ثم يقنعونهم بفكرتهم ويضمونهم إلى المحافل النورانية!.

3- تدريب الشخصيات ذات النفوذ، والطلاب المتفوقين الذين تم اصطيادهم، ومساعدتهم بكل الوسائل على تولي أخطر المراكز الحساسة لدى جميع الحكومات! بحيث يكون في إمكانهم توجيه سياسة تلك الحكومات بشكلٍ يخدم-على المدى البعيد- مخططات المجمع النوراني في القضاء على جميع الأديان والحكومات!.

وهكذا، وعلى هذا الأساس بدأت النورانية بتطبيق مخططاتها وترجمتها عملياً على الأرض، عاملة على جبهتين: الجبهة الأولى وهي جبهة الشعب، وتطبق فيها خطة وايزهاوبت الآنفة الذكر، والجبهة الثانية وهي جبهة الحركة الماسونية بالأجهزة النورانية، وذلك سنه 1782 وهكذا تمكنت النورانية اليهودية بإشراف موسى مندلسوهي، من النفاذ إلى قلب الماسونية الأوروبية الحرة على يد آدم وايزهاوبت، تحت ستار محفل الشرق الأكبر!.

أما بالنسبة للجبهة الأولى: فلمَّا كانت فرنسا وإنكلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أصدر وايزهاوبت أوامره بإثارة الحروب الاستعمارية من أجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، والعمل على تنظيم ثورة كبرى يتم التخطيط لها؛ من أجل إنهاك فرنسا. ولكن في سنة 1784 ولسوء حظ وايزهاوبت، وقع مخططه الذي وضع على شكل وثيقة في أيدي رجال أمن تابعين لحكومة بافاري5، وذلك في منطقة راتسبون (RATTSBONO) في طريقها من فرانكفورت إلى عملاء وايزهاوبت في باريس، الذين أوفدهم إلى فرنسا لتدبير الثورة فيها.

وعلى أثر اكتشافها تلك الوثيقة أمرت حكومة بافاريا بإغلاق محفل الشرق الأكبر عام 1785 واعتبرت جماعة النورانيين خارجين عن القانون.. ومنذ ذلك الوقت انتقل نشاط النورانية إلى الخفاء؛ وأصدر وايزهاوبت تعاليمه إلى أتباعه بالهجرة إلى سويسرا وفرنسا والعمل مع رفاقهم في الماسونية الحرة من أجل نجاح مخططه من هناك.. وبالتقاء ماسونية الشرق الأكبر النورانية مع الماسونية الغربية الحرة جرت منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا الأحداث الكبرى في أوروبا وأمريكا بصورة خاصة، وفي العالم كله بصورة عامة، وبشكلها الذي جرت وتجري فيه!!.

إرسال تعليق Blogger

 
Top