زرع رقائق الكترونية للتحكم في جسم الانسان...هذا ليس من روايات الخيال العلمي ولكنه تصريح من وكالة الاسيوشايتدبرس على لسان عملاق صناعة البرمجيات العالمية مايكروسوفت بيل جيتس خلال مؤتمر للبرمجيات في سينغافورة واضاف انه سيكون بقدرتها مساعدة المكفوفين على الرؤية والصم على السمع وغيرها...وانها قد تتطور لشحن الذكرايات على رقائق الكترونية او التحكم بالاطراف الصناعية والاعضاء المزروعة عن طريق ذبذبات دماغية
وكان مشرعون امريكيون قد ابدوا قلقا حول قانونية زرع رقائق الكترونية في جسد الانسان تحمل تاريخه الطبي للتعامل في حالات الطواريء...في حين ابدت دائرة الدواء والغذاء الامريكية (FDA ) موافقتها على السماح بهذه العمليات لفوائدها الطبية المتعددة
ويبلغ حجم الرقاقة المسماه VeriChip حجم حبة الارز وتستغرق عملية زرعها تحت الجلد قرابة 20 دقيقة دون التسبب بالم او جرح
ثورة النانوتكنولوجي
إن دماغ إنسان المستقبل ( الإنسان الرقمي) سيكون مختلفا تماما عن دماغ الانسان الواقعي الحالي ، ذلك أن دماغ هذا الإنسان سيكون مزروعا برقائق صغيرة جدا مصنوعة بتقنية النانو تكنولوجي ، وتؤمن هذا الرقائق قدرة فائقة لهذا العقل، وكما هائلا من المعلومات والقدرات التي لا تكاد تقارن بقدرات العقل البشري الحالية.
كما ستؤمن هذه الرقائق الاتصال المباشر والدائم مع الشبكة الدولية وسيستطيع الإنسان الرقمي الافتراضي من إنشاء اتصال فوري وفي أي لحظة يريد مع الشبكة، كما سيصبح الدماغ البشري نفسه هو الـ" هارد ديسك" المحمل بشتى أصناف المعلومات والمتصل مباشرة بسيل المعلومات الذي لا ينقطع، وسيكون الاختلاف بين الإنسان والإنسان "معدل الذكاء" هو في مقدار ما يتحمله دماغه من سعة، وسرعة هذا الدماغ في تحليل هذه المعلومات، حيث ستصبح السعة والسرعة هما المقياس ، يقول ميتشو كاكو "إنه سيتم حقن الكمبيوترات في الجسم البشري حيث ستكون مثل حبة الأسبرين فيها راديو وتلفزيون وكاميرا للتصوير داخل الجسم وتحليله وإعطاء معنى جديد عنه "
ولا أقول إن ما سبق سيكون في المستقبل بل هو ممكن الان ونحن نتحدث ، مع أنه لم يعلن عن تطبيقه وتنفيذه بعد ، لكن ما أدرانا نحن الغارقين في خبر كان واخواتها؟!!
والان لنتعمق أكثر قليلا ...
ما هو النانوتكنولوجي
النانوتكنولجي: هي تكنولوجيا المواد المتناهية في الصغر، أو التكنولوجيا المجهرية . وتعني هذه العبارة حرفياً تقنيات تصنع على مقياس النانو متر.
والنانو ميتر هو أصغر وحدة قياس مترية كما هو معروف ، ويبلغ واحد من الف من مليون من المتر
وتستخدم تقنية «النانو» الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدات جديدة ذات سمات غير عادية.
فباستخدام هذه التقنية بالإمكان إعادة بناء جزيئات أية مادة وتشكيلها حسب ما نريد، فأية مادة في الكون تتكون من جزئيات ، فإذا صار بإمكاننا إعادة تشكيل هذه الجزيئات فإن هذا يعني أن بإمكاننا صناعة(خلق) ما نريد.
تطبيق اخر باستخدام هذه التقنية يتمثل في صناعة الرقائق الالكترونية التي ستوضع في الدماغ البشري الذي تحدثنا عنه قبل قليل ، وهذا صار حقيقة لا خيال وإمكانية لا وهم( نحن فقط لا نعلم إن بدأوا باستخدامه أم لا ) ، فالنانوتكنولوجي هو الجيل الخامس في عالم الإلكترونيات كما هو معروف، وقد سبقه الجيل الأول الذي استخدم المصباح الإلكتروني ، والجيل الثاني الذي استخدم الترانزستور ، والثالث الذي إستعمل الدارات الإلكترونية( الاي سي) ثم الرابع جيل المعالجات الصغيرة ( المايكروبروسيسر)
ونحن الان نعيش في الجيل الخامس ( النانوتكنولوجي) الذي لم يطبق بالكامل بعد،هو جيل المستقبل، الجيل القادم....
وإحدى أهم الصناعات القادمة باستخدام هذه التقنية هي صناعة الإنسان الالي ، وهو ليس الإنسان الالي الذي نراه في أفلام التلفزيون، هذا مهزلة إن قورن بما نتكلم عنه.
الإنسان الالي القادم هو كائن متناهي في الصغر ويتكون من الكربون والسيليكون ، وهذا الكائن الالي الصغير قادر على صنع الأعاجيب، مثلا بالإمكان إرسال هذه الكائنات النانوية داخل الجسم البشري للقضاء على خلايا السرطان، وإصلاح الخلايا التالفة، ووقف عملية التقدم في العمر، وهذه الالات الصغيرة فائقة الذكاء قادرة على إنتاج ذاتها بذاتها وفق ظاهرة التصغير.
الحرب الرقمية
لهذه المخلوقات النانوية تطبيقات هائلة في المجال العسكري، وهي أخطر بكثير من الأسلحة الذرية والهايدروجينية، في الحقيقة هي أخطر من كل ما اخترعه الإنسان حتى الان، ولقد أوضح الأدميرال ديفيد جرمايا نائب الرئيس السابق لهيئة أركان الحرب الأمريكية خطورة النانوتكنولوجي بقوله" إن للتطبيقات العسكرية لتكنولوجيا النانو إمكانات أكبر من الأسلحة النووية في تغيير توازن القوي جذريا, حيث يمكن إلتهام قوة معادية في ساعات قليلة بقطعان غير مرئية تقريبا لتريليونات من أجهزة الانسان الآلي التي تنسخ نفسها وتتكاثر بهذه الطريقة"
ان هذا يعني ببساطة أن جيوش المستقبل لن تتكون من البشر بل من هذه الكائنات النانوية التي يمكن إرسالها إلى أية بقعة معادية للقضاء على كل من فيها من بشر خلال ساعات قليلة ، وقبل ذلك تكون أجهزة الكمبيوتر قد قضت على كل أثر للمدنية وطرق السيطرة في الدولة المعادية ، من تدمير شبكات الاتصال والطاقة الكهربائية الخ ، تكون المنطقة المستهدفة مهيئة تماما كي تقوم جيوش النانو بعملها، ولا أريد الاستطراد أكثر في موضوع الحرب الرقمية لأن لها تطبيقات وأوجه لا تكاد تحصر لكثرتها، وبالإمكان تأليف كتب فيها.
ولخطورة هذه التقنية الجديدة( النانوتكنولوجي) فقد خصصت الدول المتقدمة ميزانيات هائلة لتطوير بحوثها، يكفي أن نعلم أن اليابان مثلا قد خصصت مبلغ بليون دولار لتطوير أبحاث النانوتكنولوجي في العام الماضي فقط ، أما أمريكا فقد خصصت مبلغا هائلا يقدر بترليون دولار لتمويل أبحاث النانو تكنولوجي وذلك حتى العام 2015، كما أن لدى أمريكا الان جيشا صغيرا من علماء النانو يقدر عددهم ب 40000 عالم فقط!!!
الاقتصاد الرقمي
يقول بيل جيتس في كتابه القيم
Business @ the Speed of Thought: Succeeding in the Digital Economy
“ إن من يمتلك المعلومة يمتلك الثروة والسلطة في العصر الرقمي”
ويضيف" إنّ كل تطبيق من تطبيقات المعلومات الرقمية هذه يقترب الآن من نقطة إنعطاف هائلة، والتي عندها سيصبح التغيير فيما يستعمله المستهلكون مفاجئاً وهائلاً، وهي معاً ستحول أساليب حياتنا وعالم الأعمال تحويلاً جذرياً"!
ويتوسع بل جيتس في توضيح مفهوم حياة الشبكة
Web life style
حين يطلق على العصر القادم كله مصطلح العصر الرقمي، منبهاً إلى أهمية "الاتصالية" قائلاً "تأخذ الاتصالية في العصر الرقمي معنى أوسع من مجرد وضع شخصين أو أكثر على اتصال، فالإنترنت تخلق مجالاً شمولياً لتقاسم المعلومات والتعاون والعمل والتجارة".
(وفي الحقيقة فقد تجاوز الزمن الان تنبؤات بل جيتس تلك ، كتابه ذاك نشر في عام 2000 ونحن الان في عام 2005 ) وخمس سنوات هي زمن طويل جدا في العصر الرقمي، لكن تبقى حقيقة أن من يمتلك المعلومة يمتلك الثروة والسلطة .
إن أصحاب الثروة اليوم وغدا هم مجموعات من المتعاملين الإلكترونيين الذين لا يذهبون إلى أي مكان فمكاتبهم هي حواسيبهم الشخصية الموجودة في غرفهم الخاصة الصغيرة، وعمل هؤلاء هو في المعلومات وأطرها وأشكالها المختلفة ، والأسهم والسندات والعملات والكتب والاشرطة المدمجة ويسيطرون على عالم الصناعة والتجارة بالمعنى الحرفي لكلمة سيطرة ، وهم لا يعترفون بالظروف الخاصة لأي دولة أو مؤسسة ، لهم قواعدهم الخاصة بهم والمنسقة بينهم إلى أقصى حد، فهم يحددون نسب الادخار التي يفترض أن تحققها هذه الدولة أو تلك المؤسسة، ومستوى الفوائد ونسبة عجز الموازنة للناتج المحلي، ومقدار عجز ميزان المدفوعات التجاري، وتدير هذه المجموعات عالم الأعمال في 180 دولة في العالم من غير أن يغادروا أماكن جلوسهم خلف حواسيبهم الشخصية ، وإذا كانت الإنترنت بالنسبة للغالبية العظمى منا ، مكانا للدردشة وتبادل الأراء والتعليقات في المنتديات والملتقيات فإنها بالنسبة لهم عالمهم كله، وصولا إلى تحقيق مقولة بيل جيتس
Web life style
ولا يحتاج الأمر إلى حركة نقل بضائع وشحن وسفن وطائرات ، المسألة محصورة بين الكاف والكاف ، كليك ، كن فيكون...
إن الأسئلة التي تطرح نفسها هي: ما هو مستقبل البشرية في خضم هذه التطورات، ما مستقبل المجتمع ، الأخلاق ، الدين ، والحياة الادمية التي نعرفها؟؟ وماذا اذا وضعت تلك الرقائق في جسم الانسان بهدف التحكم الكامل في الجنس البشري وجعلهم عبيدا كما ذكر في مخططات المتنورين ونظامهم العالمي الجديد...آن للعالم ان يتنبه للخطر القادم..فهو خطر داهم وكارثي
إرسال تعليق Blogger Facebook