تشكل المواد الكيميائية المضافة إلى الأغذية محنة ملونة بالنسبة لمختلف فئات الشعب من حيث تدميرها لصحة الإنسان، ومع ذلك لا تزال مصانع الأغذية تستخدمها رغم خطورتها الشديدة على الصحة فى صورة مكسبات للطعم والرائحة واللون ومحسنات للقوام ومضادات للأكسدة ومواد حافظة وغيرها.
وتؤكد د.إكرام عبد السلام أستاذة طب الاطفال والوراثة بكلية القصر العينى:
أن كل مجموعات المواد الكيميائية المضافة إلى الأغذية خاصة أغذية الطفل الملونة من مواد مكسبه للطعم والرائحة واللون ومواد حافظة تسبب سلسلة من الأمراض المختلفة للطفل تبدأ بالحساسية فى الجلد على هيئة أرتيكاريا وبالجهاز الهضمى فى صورة إسهال، وبالجهاز التنفسى على شكل نوبات ربوية وقد تؤثر على الجهاز العصبى، ويكون ذلك فى صورة حركات لا إرادية تصل إلى التشنجات من الأنيميا او النزيف تحت الجلد. كما أن المواد الملونة المحتوية على الرصاص يمكن ان ينتج عنها تسمم نتيجة لتراكم المعدن فى العظام والدم.
وفى بعض الحالات تتسبب فى حدوث طفرة مرضية فى الجينات وتنشط على أثرها الجينات الكاملة المسببة للسرطان التى توجد بكل الأجسام بطريقة طبيعية.
لذلك حظرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية(F D A) تداول أى سلعة تحتوى على ألوان صناعية مشيدة كيميائيا إلا بعد إجازتها حتى ولو كانت هذه السلعة فى شكل لعبة للطفل.
وهناك مجموعة كبيرة من الألوان الصناعية ومكسبات الطعم الكيميائية المصرح بها الآن لا تزال سلامتها موضع تساؤل من الباحثين مثل مادة" الطرطرازين" المكسبة للون الأصفر وكذلك مادة" الكانزاترين" المكسبة للون الأحمر والتى أظهرت نتائج بعض البحوث ضررها على العصب البصرى وشبكية العين لدى البعض.
كذلك اعتاد مصنعو منتجات اللحوم فى مصر على سبيل المثال ان يضيفوا مواد حافظة إلى اللحوم(كالنيتريت) لوقف النشاط البكتيرى فيها وإطالة فترة صلاحيتها وكذلك لإكسابها اللون الاحمر المميز كما فى البسطرمة والسجق.
إلا أنه يحدث فى بعض الأحيان أن تتفاعل هذه المادة مع الأمينات الموجودة فى اللحوم خاصة إذا كانت بتركيزات مرتفعة تزيد على التركيزات المحددة وتتحول إلى مادة(النيتروزامين) المعروفة بتأثيرها المسرطن.
وقد كانت هذه المادة تستخدم فى الستينات بمعدل 200 جزء فى المليون إلا أن هذا المعدل تم خفضه فيما بعد إلى 25 جزءا فى المليون، وقامت بعض الدول بخفضه إلى 50 جزءا فى المليون فقط نتيجة لإجراء عدد من الدراسات فى حين قررت دول أخرى مثل الدول الإسكندنافية حظر إستخدامها نهائيا،
من المفروض ألا يسمح بأستخدام أى من هذه المواد المضافة إلا بعد تقييم مدى سميتها وتحديد مدى ضررها وبالتالى مدى أمانها فى الأستخدام مع تقدير الحد الأدنى القبول للاستهلاك اليومى منها، وبناء على نتائج هذه الدراسات يمكن لكل دولة أن تحدد تركيزات معينة لهذه المادة فى منتجاتها الغذائية وفقا لأنماطها الغذائية.
ويحذر الدكتور محمد السقا عيد عضو الجمعية الرمدية المصرية من أنه هناك بعض الألوان الصناعية التى تستخدمها حواء فى التحميل منها ما يوضع حول العينين. فاللون الأسود ما هو إلا كربون وأكسيد الحديد الأسود، واللون الأزرق ما هو إلا أزرق بروسى ومواد أخرى زرقاء، واللون الأخضر هو لون أحد أكاسيد الكروم، واللون البنى هو أيضا أحد أكاسيد الحديد المحروقة، واللون الأصفر هو أكسيد حديد.
وجلد جفن العين وما حوله لا يتحمل بعض هذه المساحيق فتضطر بعض السيدات إلى التحايل بعمل بعض كمادات الماء المثلج وأستعمال زيت البرافين لأزالة القشور ثم أستعمال مراهم طبية لأزالة الألتهاب.
والنصيحة فى حالة حدوث التهاب من هذه المستحضرات فلا بد من التوقف من أستعمالها والعودة إلى الوسائل الطبيعية لتجميل العين كالكحل مثلا الخالية من الكيماويات الحارقة.
إرسال تعليق Blogger Facebook