قال تعالى:
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "
إن كلمة تفثهم كانت من الكلمات التى تخبط وأحتار فى تفسيرها المفسرون ، فذهبوا إلى أن المقصود بها أزالة الأوساخ عن الحاج، لأن التفث هو الشعث والغبرة، وتعنى أن من أحرم بالحج ومكث أيام طويلة فى الإحرام يحرم عليه قص أظافره والأخذ من شعره، ومن ثم فعليه بعد أنتهاءه من أداء المناسك أن يقضى هذا التفث الذى الغبرة كحلق العانة ونتف الإبطين وقص الاظافر، وحلق الشعر الزائد، والتجمل على التى عليها قبل الإحرام.
فهل هذا التفسير هو المقصود من قضاء التفث للحاج؟؟؟
أن قص الأظافر ونتف شعر الإبط والعانه لا دخل لها بشعث وغبره الجسد وهى الاوساخ أو الأشياء الغير مرغوب فيها العالقة به.
أن إزالة التفث من الجسد تعنى تخلص الجسم من الطاقة السلبية العالقة به وإعادة شحن جسده بطاقة إيجابية نظيفة تعيد لباس تقواه إلى حالته وفطرته الطبيعية التى فطره الله عليها، لأن جميع شعائر الحج متعلقة بتغيير طاقة الجسم أو لباس تقواه أو هالته النورانية.
لذلك فالاحاديث التى نصت على أن الذى يؤدى الحج تاما صحيحا يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه، هى تعنى خروجه من تفثه بالإضافة لذنوبه كيوم ولدته أمه، أى ان شعائر الحج عندما يؤديها الإنسان بطريقة صحيحة فإنها تعيده إلى فطرته الأولى التى فطره الله عليها.
والغرض من الحج هو التقرب لله والشفاء من الأمراض وتهذيب النفس والتخلص من الطاقة السلبية من خلال الطقوس التى تتم اثناء الحج.
وهى دعوة من أبينا آدم للناس بالحج إلى بيت الله الحرام بمكة، ثم دعوة إبراهيم ومعظم الانبياء .
قال تعالى " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا"
المثابة من الاشياء التى حيرت أيضا المفسرين فى تفسيرها فذهبوا فيها مذاهب شتى، وأشهر ما قالوه فى معناها: أنها مكانا يثوب إليه الناس على مرور الأوقات، أى أن البيت الحرام هو مكان يرجع إليه الناس للحج كل فترة.
أن كلمة مثابة مشتقة من الكلمة ثوب وأصل الثوب فى القواميس اللغوية العربية هو: رجوع الشئ إلى حالته الاولى التى كان عليها أو إلى الحالة المقدرة المقصودة بالفكرة، والثوب هو اللباس الذى يلبسه الإنسان ليستر به ويتحصن من برد الشتاء وحر الصيف، والأثابة بمعنى المكافأة والثواب هو الجزاء الحسن.
ومعنى جعل البيت الحرام مثابة للناس أى مكانا يعيدهم لحالتهم التى فطرهم الله عليها، وبما أنه مركز الكرة الأرضية ومركز تجمع الطاقة الكونية بالأرض، فإن المعنى ينسحب إلى أن البيت الحرام هو المكان الذى يعيد طاقة الإنسان الكهرومغناطيسية ويعيد ضبطها على الحالة الأولى، وم ثم فهو يكسى الإنسان ويحصنه مثل الثوب بتقوية لباس التقوى أو الهالة النورانية له، وذلك من خلال الشعائر التى يقوم بها الحجيج فى موسم الحج المرتبط بحركة النجوم والكواكب فى السماء وما تلقيه من أشعة وموجات كهرومغناطيسية على الأرض تتركز وتتجمع فى أشهر الحج فى هذه البقعة المباركة من الكرة الارضية، وم ثم يصبح الإنسان محصنا أو آمنا بزيادة طاقته أو هالته النورانية فتزداد مناعته التى تحصنه من أختراق الفيروسات والجراثيم والشياطين لجسده.
تبين من الدراسات أن هناك ثلاثة أماكن على الأرض تصدر أعلى طاقة وهم الكعبة المشرفة، المسجد النبوى، والمسجد الأقصى فى فلسطين.
وعند تصوير الكرة الارضية وجدوا العلماء بقعة منيرة وعندما تحققوا منها أتضح لهم أنها الكعبة المشرفة وكأنها قصر أبيض.
ويفسر الدكتور على منصور كيالى : مكانة الكعبة المشرفة عند الله، بحادثة أبرهة الاشرم حيث كان لديه نية لهدم الكعبة لذلك أرسل الله طيرا أبابيل وحجارة من سجيل ،ولكن السؤال هو لماذا أرسل الله طيرا أبابيل على جنود أبرهة ولم يرسل طيرا أبابيل عندما هدمت الكعبة بالفعل عام 73 هجريا؟؟؟؟
الأجابة والتفسير:
قال تعالى" وإذ بوأنا لأبراهيم مكان البيت" فالمهم المكان طالما هدمت وبنيت فى نفس المكان وليس فى مكان آخر حينها لم يرسل الله طيرا أبابيل لانها بنيت فى نفس المكان الذى حدده الله لسيدنا إبراهيم ، أما أرسال طيرا ابابيل لأبرة فيفسر الدكتور ذلك بإن أبرهة كان ينوى تغيير الموقع حيث بنى كعبة شبيهه لها فى صنعاء فى هذه الحالة أرسل الله إليهم طيرا ابابيل حتى لا يتم هدم مكان الكعبة او تغيير مكانها.
ويفسر الدكتور أن الله ذكر فى الأية الكريمة أن أول بيت وضع للناس للذى ببكة وليس مكة؟
لو ذكر مكة هى الحدود الادارية وهى ضمن موقع الاحرام وهى حدود واسعة وكبيرة ، ولكن يقصد ببكة هى موضع وجود الكعبة المشرفة فقط وهو مكان أصغر من لو ذكر كلمة مكة، لذلك لا يجوز تغيير ولو سنتيمتر واحد من موقع الكعبة المشرفة.
وتم أثبات أن مكة هى مركز اليابسة وليست مركزالكرة الأرض لذلك سميت"أم القرى" ، ونلاحظ أن كل شعائر الحج مرتبطة بالحجر مثال تقبيل الحجر السعى بين حجرين الصفا والمروة ، وجبل عرفة عبارة عن حجر، ويربط الدكتور على منصور كيالى ذلك بأبرهة والطير الابابيل الحاملة للحجر ولماذا لم يهلكهم الله بأى شئ آخر غير الحجر مثلا بمرض ما أوأعصارأو أى وسيلة آخرى، ولكن تركهم يذهبون إلى مكان الكعبة ثم أرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وكما قال تعالى" ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل" ، بمعنى أن الله يبين للناس أن أى أحد يحاول التعدى على مقدساتكم قابله بالحجارة ، كما يحدث فى المسجد الاقصى نجد طفل صغير يحمل بيده حجر يهرب أمامه جندى مدجج بالأسلحة، فهذه حكمة من الله حتى يرى المسلمين فن التعامل مع الحجر .
ومن هذا يوضح روعة ومكانة الكعبة المشرفة. وما يشعر به كل إنسان بمجرد رؤية للكعبة والصلاة فى المسجد النبوى الشريف من فرحة وراحة نفسية عجيبة وطاقة إيجابية تفوق الوصف.
إرسال تعليق Blogger Facebook