وتبدأ مراسم التتويج فى الواقع بإثبات أحقية الملك فى العرش على أساس أن الآلهة قد اختارته منذ أن كان طفلا رضيعا، فهو قد انحدر من صلب ملك إله وأنجبته أم هى بنت ملك وزوجة ملك.
ويحدث هذا إما عن طريق إعلان رؤية يُعلن الإله الأكبر فيها أنه اختار الشخص بعينه، أو يتوسط الإله المحلى لدى الإله الأكبر ليختار الشخص بعينه، ليجلس على العرش لأنه خرج من صلب الإله.
وحين يُكمل الملك هذه الناحية، يجتمع كبار الكهنة ليختاروا اسم العرش الخاص بهذا الملك، ليعلنوا قرارهم على أساس أن مجمع الآلهة فى السماء برئاسة الإله الأعظم قد أقر هذا الاسم، أو كما يقول النص المصرى “إن الإله قد أوحى إلى قلوبهم بالاسم الذى صنعه هو وفقا لما قرره قبل ولادته”.
يأتى بعد ذلك تقدم الملك إلى إله الدولة يقوده كاهن عظيم سائلا القبول، ويعنى هذا أن يقبله الإله ليمثله على الأرض وأن يمنحه القوة والقدرة على الحكم وأن يسمح له بتقلد رموز الملكية ويتحلى بالتيجان، وعندئذ وبعد القبول يقوم “حورس” و”ست” بتطهير الملك بالماء المُقدس ثم يضعان فوق رأسه التيجان ويقومان بعملية رمزية تمثل توحيد القطرين وتتم بربط ساقين إحداهما من نبات البردى والأخرى من نبات اللوتس تحت عرش الملك.
وكان التتويج يتم فى مدينة منف، التى شيدها الملك مينا أول ملوك الفراعنة، وفى بعض الأوقات فى سُفن كبرى، فإذا ما تم التتويج فى منف كان على الملك أن يزور آلهة مصر الكبرى فى معابدها.
إرسال تعليق Blogger Facebook