في الكون
** وهي في الكون: الطاقة الهائلة والجبارة التي تنتج عن تفاعلات وانفجارات وحركة الأجرام من مجرات وسدوم ونجوم عملاقة وثقوب سوداء ومجموعات تضم شموس وأقمار وكواكب، تتفاعل في حركتها مع بعضها البعض لتحتفظ برباط الجاذبية الكونية الذي يؤثر في كل الموجودات تحت سقف السماء، في بحر هادر من مجالات الطاقة المختلفة، التي تتناغم في منظومة الكون المترامي الأطراف.
** وعلى مستوى الكون فإن الطاقة الحيوية بدأت بالانفجار العظيم الذي ما زال مستمرًا حتى الآن، بدليل التوسع الدائم للكتلة التي انفتقت بقوة الانفجار الأول، ونتج عن انفتاقها طاقة هائلة تقدر أشد من شمسنا بمئات البلايين من الدرجات المئوية، ويدل ذلك على مدى قدرة الخالق في بسط سلطانه على الكون، ولعل أبلغ دليل على تلاطم الطاقة الهادر في الكون هو قوله تعالى:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} سورة فصلت، الآية رقم 11.
** فالدخان كان ولا يزال نتيجة درجة حرارة رهيبة نشأت عن الانفجار العظيم، وهي النظرية التي يؤيدها اتساع الكون بسرعة كبيرة تصل إلى 240.000 كيلومتر/ ثانية، أي ما يعادل 80% من سرعة الضوء، فيتولد عن ذلك طاقة جبارة تشكل بحارًا عاتية من الضوء والحرارة والموجات الكهرومغناطيسية، التي تنتشر في أرجاء الكون كبحر هادر رقراق من الطاقة.
** وفي خضم تلك الانفجارات المتوالية في الكون يحدث (الاندماج النووي)، كالذي يقع في مركز الشمس، أو يحدث (الانشطار النووي) كالذي يقع في المُستعرات التي تنتشر في الكون، وينتج عن تلك التفاعلات الجبارة طاقة كهرومغناطيسية هائلة جدا تنتشر كعاصفة في الكون تصعق كل ما تطاله، ويقول عنها العلماء: أن طاقة تلك العواصف لو بلغ منها قدر ضئيل جدا إلى الأرض لأنهت منها كل حياة.
في المجرة
** وهيَ في المجرة: محصلة الطاقة المنبعثة من كل ما تحتويه تلك المجرة من: كواكب، ونجوم، وأقمار، وشهب ونيازك... ولقد تمكن العلماء باستخدام التلسكوب هابل من رصد حوالي 50 مليار مجرة سابحة في الكون، أقربها إلينا يبعد حوالي 2.9 مليون سنة ضوئية، أما مجرتنا درب التبانة (الطريق اللبني) فهي على هيئة قرص مسطح يبلغ سمكه 300 فرسخ نجمي (الفرسخ يساوي 3.26 سنة ضوئية), مركزها مفلطح يبلغ قطره حوالي 5000 فرسخ نجمي، ولها أذرع حلزونية توجد فيها معظم النجوم التي يتراوح عددها بين 100 إلى 200 مليار نجم.
** ويحتوي مركزها على ثقب أسود عملاق تبلغ فيه الطاقة الكهرومغناطيسية والحرارة مقدار عظيم، وبقوة المركز تعمل المجرة على حفظ نظام الجاذبية في توزيع مليارات النجوم والكواكب التي تسبح في أجوازها، كما أن ذلك الثقب يجذب إليه أضخم النجوم التي تهوي في سحابة كونية بالغة الضخامة وتُعَـد في أعين العلماء مكانا غريبا ومثيرا، ويمكن مراقبة حلقات الغازات الكونية وهي تدور حول نفسها، وكذلك نجوم ترتحل بسرعات عظيمة حول ذلك الثقب الموجود بمركز مجرتنا، وهو في غاية الضخامة بالمقاييس الكونية.
إرسال تعليق Blogger Facebook