لذلك فرض المولى عز وجل حين أوحى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام أن يأمر بناته ونساء المسلمين بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، وأن يضربن بخمورهن على صدورهن لأن فى ذلك خيرا وإكراما لهن.
ويجب أن تعلم كل فتاة أن حجابها كرامة وشرف لها، وهو عامل مساعد على انتشار العفة والفضيلة، والأمم التى تنتكس فى قيمتها فتدعو ألى عرى نسائها إنما هى عودة إلى الهمجية، فالإنسان عندما تعلم ستر جسده وتميز عن الحيوانات، بل إن العرى كان عقوبة الله لآدم الذى عصاه فى الجنة فنزع عنه وعن زوجه لباسهما.
قال تعالى:" فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ "
سورة الاعراف :22
إن الإسلام يدعو إلى أحترام عقل المرأة ودينها وأخلاقها، وينبذ استغلال جسدها، والحط من قدره، وجعلها سلعة رخيصة فى الأعلانات وفى مشاهدة الفيديو كليب، فهى جوهرة يجب أن تصان عن اعين الدخلاء، وتستر مفاتنها إلا عن زوجها أو محارمها.
والحجاب فى القلب وفى الأعمال والتصرفات وليس فى اللباس أو الزى فقط.
والأم الواعية والأب المدرك لمسئوليته يسعيان لأن يربيا أولادهما بما ينطبق عليه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:" سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل، وشاب نشأ فى عبادة الله، ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته أمرأة ذات منصب وجمال فقال: إنى أخاف الله رب العالمين".
فمن هؤلاء السبعة" شاب نشأ فى طاعة الله" وهذا بالطبع يشمل الولد والفتاة.
والأم تفعل ذلك حتى تجعل حجاب ابنتها مصدر اعتزازها فى الدنيا وتطلعا للأجر العظيم يوم القيامة.
ومن أهم أسباب أبتعاد البنات عن الألتزام بالحجاب الإسلامى: الامهات، فالأمهات بحاجة إلى علم وفقه حتى يتعلمن حقيقة هذا الأمر الربانى، والامهات بحاجة إلى الوعى بمسؤوليتهن أمام الله عز وجل فى الدنيا والآخرة عن بناتهن، ويجب أن يكن قدوة فى لباسهن حتى يقلدهن البنات، وقد قيل" فاقد الشئ لا يعطيه".
وعل الامهات أن يعلمن أن التكشف والتزين لا يؤديان إلى الإسراع فى تزويج بناتهن، فكثيرا ما نجد من الأمهات من يقلن: بعد الزواج تلبس ابنتى الحجاب، فالعريس أولا وهذا خاطئ، واليوم والحمد لله، الشاب المثقف الواعى المؤمن لا يختار إلا المؤمنة التقية.
يجب أن تربى الفتاة على أن الحجاب منهج حياة وسلوك عملى يشمل كل حياة الفتاة، وذلك بلفت النظر إلى أن الحجاب ليس ثوبا يغطى الجسد فقط بل هو لباس ينم عن عقيدة وفكر وسلوك وإيمان...
لذلك قال تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"
إذن فاللباس المطلوب هو لباس التقوى، لذلك كثيرا ما نرى محجبة ويدها بيد صديقها...ومحجبة والمكياج يملأ وجهها..محجبة تضحك وتعلو ضحكاتها أمام الناس... محجبة وترقص فى عرس مختلط... محجبة ولا قيود على نظرها وسمعها ولسانها... محجبة ويفوح عطرها...
فالحجاب عفة النظر وعفة اللسان وعفة الحركات وعفة القلب وعفة الفكر، بالإضافة لعفة الجسد.
وأفضل سن لكى تدرب الأم أبنتها على الحجاب هو من سبع سنوات إلى عشرة سنوات لأنها مرحلة النمو كما يصفها علماء النفس، وذلك قبل مرحلة التمرد أى مرحلة المراهقة.
إرسال تعليق Blogger Facebook