استطاع علماء من جامعة إرلنجن نورنبرج الألمانية التوصل إلى سبب الشفاء الذاتى لدى بعض مرضى النقرس.
واكتشف العلماء أن هناك مجموعة من كرات الدم البيضاء التي تعرف باسم (الخلايا المتعادلة) تلعب دوراً رئيساً في هذا الأمر، وذلك وفقاً للرابطة الألمانية لأطباء الباطنية في موقعها على الإنترنت.
ولإيضاح الدور الذى تلعبه هذه الخلايا يجب في البداية تعريف مرض النقرس حيث يندرج هذا المرض ضمن أمراض الأيض، وعند الإصابة به يترسب حمض اليوريك فى شكل بلورات صغيرة فى المفاصل والأنسجة، ما يؤدى إلى الإصابة بالتهابات فى المفاصل تتسبب فى شعور شديد بالألم. ولكن بعد مرور بضعة أيام يتلاشى هذا الشعور لدى بعض الأشخاص، حتى فى حال عدم تلقي أى علاج وعلى الرغم من أن البلورات لاتزال موجودة في المفاصل.
وأوضح البروفيسور ماركوس هوفمان المشارك بهذه الدراسة من الجامعة: (لاحظنا أن الخلايا المتعادلة والتي تعد خط الدفاع الأول لجهاز المناعة تنفجر فى موضع الالتهاب الناتج عن بلورات حمض اليوريك)، لافتاً إلى أنه كلما زاد عدد هذه الخلايا، تلاشى بشكل أكبر الشعور بالألم.
وأوضح هوفمان أنه كلما زادت القوة المناعية بالجسم وزادت أعداد هذه الخلايا التى تكافح الالتهاب، أصبحت أكثر قوة وكثافة مكونةً ما يشبه الشبكة حول بلورات حمض اليوريك وتبدأ في اصطياد مرسلات الالتهاب داخل شبكتها وتقوم بتدمير هذه المرسلات المسببة للألم؛ ومن ثم يتلاشى الشعور بالألم.
واستطاع العلماء التوصل أيضاً إلى أن المرضى، الذين لا تحدث لديهم عملية الشفاء الذاتي هذه وتستمر معاناتهم من الشعور بآلام مزمنة نتيجة الالتهابات، لا يستطيع الجهاز المناعي لديهم تكوين هذه الشبكات من الخلايا المتعادلة نتيجة تغييرات جينية معينة لديهم.
وأضاف البروفيسور هوفمان: (من المحتمل ألا يكون دور الخلايا المتعادلة هذه قاصراً على التصدى للالتهابات الناتجة عن النقرس فحسب، إنما يمكن أن تلعب دوراً حاسماً أيضاً في التصدى لبعض الأمراض الأخرى كالتليف الكيسى وأمراض الرئة المزمنة وأمراض المناعة الذاتية التي تصيب النساء غالبا، إلا أنه لم يتم التحقق من ذلك حتى الآن).
إرسال تعليق Blogger Facebook