أرحب بكل المهتمين بحقائق وخفايا الانسان والكون ..
منذ بدء الخليقة وحتى الآن والانسان لم يفهم الكثير من الأسرار التي تغلف الحياة من حوله ومنها سر الكون وسر نفسه ..
وقد أثبت العلم الحديث ( متأخراً جداً !) أن وراء المادية والعقائد العقلية والكفران بالغيبيات عالماً حقيقياً روحياً له قوانينه وأخلاقه ، ان الاعتقاد في الروحانيات معناه التيقن بوجود عالم الغيب بما يحويه من أجسام مختلفة الشكل والتركيب وكذلك الاعتقاد التام في الروح الأعظم خالق السماوات والأرض سبحانه وتعالى .. ان التعمق في الروحانيات يؤدي بالانسان إلى التدين الصحيح وفهمه على أسس سليمة .. وعلى هذا فإن العلم الذي يكتشف كل يوم خفايا ما كان يجهله الانسان سوف يصل به في النهاية إلى أبسط الحقائق التي مرت بالانسان على مر السنين .. والتي نادت بها جميع الأديان السماوية وهي الدعوة إلى التوحيد والايمان اليقيني بالله الخالق المدبر لهذا الكون العظيم ..
* هل للانسان أكثر من جسم ؟ و ماهي هذه الأجسام السبعة ؟
كما هو معروف فإن الانسان مكون من جسد وروح .. هذا الجسد الطيني ( الأرضي ) هو واحد من سبعة أجسام لها درجات مختلفة من الكثافة أو الذبذبة وهو أثقلها ( أي أقلها ذبذبة ) وهو الوحيد الذي يقع في نطاق رؤيتنا .. أما الباقي فكل منها يكون في مستوى أثيري في درجة ذبذبة مختلفة .. والروح الحقيقية توجد داخل هذه الأجسام السبعة والتي تحجب الروح بدرجات متفاوتة .
وكلما تقدم الانسان روحياً فإن ضميره يمر من المستوى الأثيري المنخفض صعوداً إلى المستوى الأعلى ، وبذلك يتضح أكثر نور روحه وتسمو أفعاله وأخلاقه ( وهذا ملاحظ عند بعض العلماء والعارفين حيث تجد وجهه مشرقاً بالنور والضياء وما هذا إلا انعكاس بسيط لنور روحه وضياءها ) .
وتقسم هذه المستويات أو الأجسام الانسانية إلى سبعة أجسام كالآتي :
1- ( الجسم الأرضي ) : وهو أقل أجسام الانسان ذبذبة ، والمفروض عليه أن يخضع للعقل وليس للغرائز ، وعند الوفاة ينحل هذا الجسم إلى خلايا ثم ذرات عائدة مرة أخرى إلى التراب .
2- ( الجسم الأثيري ) : وهو أخف من الجسم الأرضي ويطابقه في هيئته خلية بخلية ، ويمكن طرح هذا الجسم خارجاً ومؤقتاً عند النوم أو بالارادة ويكون متصلاً بالجسم الأرضي بواسطة ما يسمى - الحبل الفضي - ( يشبه إلى حد كبير الحبل السري للانسان عند ولادته ) ويمكن لذوي موهبة الجلاء البصري رؤية هذا الجسم ، وعند الموت ينفصل هذا الجسم عن الجسم الأرضي بانقاطع الحبل الفضي المتصل بينهما ، وهذا الجسم يعيش بعد الموت في المرحلة الأولى للسماوات وهو عالم البرزخ حتى يوم القيامة .
3- ( القوة الحيوية ) : وهي عبارة عن الطاقة التي تبعث الحياة في مادة الانسان وهي متواجدة في كل الأحياء ، وعند الموت تنطلق إلى مكان آخر وهي غير قابلة للزوال أو الفناء .
4- ( العقل الغريزي ) : ويعبر عنه باسم الضمير المستتر ، وقوة العقل الغريزي قد تسيطر على الانسان .. وأحياناً أخرى قد يتحرر الانسان منها ويسير تحت سيطرة قوة العقل السليم أو الالهام ، وللعقل الغريزي عدة مظاهر منها غريزة القتال أو الدفاع عن النفس أو الطعام أو الجنس و غيرها ، ويخضع كل كائن لهذه الغرائز بدرجة متفاوتة .
5- ( الالهام - الفطرة ) : وهو الضمير الشعوري وهو أرقى من العقل الغريزي ، ولا يوجد هناك حد فاصل بين العقلين وكثيراً ما يمتد تأثير أحدهما على الآخر .. وعلى هذا فيكون لكل فرد لون أو تصرفات خاصة .. فهناك من يتصرف كالحيوانات وبعضهم وسطاً والبعض الآخر يميل إلى العقل الراقي من ناحية تغلبهم على غرائزهم الطبيعية .
6- ( العقل الروحي ) : أحياناً مع وصول الانسان إلى هذا المستوى إلا أنه يستعمله للوصول إلى الأهداف الغريزية الأولى ، والعقل الروحي هو مصدر الالهام لدى الشعراء والكتاب والموسيقيين والصالحين وغيرهم .
7- ( الروح ) : وهي المرتبة السابعة في تكوين الانسان وهي القوة المجهولة التي نعرفها بمظاهرها الستة السابقة ( مثل ما نعرف الشمس بمظاهرها الخارجية بدون معرفة حقيقة تكوينها الداخلي ) ، والروح هي أرقى شيء في عالم الكون ، وهي المرتبة التي تصل الانسان إلى ملكوت السماء .. وعندما تقوى الروح عند أي انسان يصبح الانسان جزءاً من الكون ويدرك القوانين الكونية الروحية التي لا تدركها حواسه الأرضية .
الفكر والوعي بحقائق الكون هو مقياس الرقي الانساني .. فكلما ارتفع وسما هذا الفكر ارتفعت الذبذبة الذاتية لدى هذا الشخص واحتل مرتبة أعلى في السلم الكوني مما يجعله ينتقل إلى أعلى الطبقات الأثيرية في عالم البرزخ .. والروح التي تعيش في المستوى الأثيري القريب من الأرض تكون شبه أرضية أو مادية ، أما تلك الروح عالية التهذيب فإنها ترتفع إلى المستويات الأثيرية العليا .
وكثيراً ما يعيش الانسان حياته في هذه الدنيا بجسمه فقط في المستوى الأول في سلم المستويات السبعة .. وبذلك تكون درجته كالحيوان انحطاطاً .. قال تعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) ، وأحياناً يعيش في مستويين أو أكثر حسب درجة ارتفاع روحانيته ( ذبذبته ) ، والصالحون يعيشون في المستويات الخمسة أو الستة العليا بينما يعيش الأنبياء في كل المستويات السبعة
إرسال تعليق Blogger Facebook