التعـــب عدو يمكنــك التغلــب عليـــه

هل نشعر بالتعب دون سبب، وفي معظم الأوقات؟ حاول إذن أن تعرف السبب الحقيقي.

   

     التعب هو أكثر ما نشكو منه حين نزور أطباءنا أو نتحدث إلى أصدقائنا وأقاربنا، ولعلنا نعتقد أن عدد الشاكين من هذا المشكل ينخفض مع تقدم أسلوب الحياة والتطور التكنولوجي ولكن الواقع غير ذلك. فالشاكون من التعب في يومنا هذا يزيدون على عددهم في الماضي حين كانت الحياة المعيشية بدائية وبسيطة.

     في الواقع أن للتعب في الوقت الحاضر أسبابا متعددة، وناذرا ما يعود ذلك إلى الجهد الجسدي الزائد، حيث أن العمال الذين يقومون بأعمال متعبة طيلة النهار قليلا منهم ما يشكون التعب. أوضحت بعض التقارير الطبية أن التعب الذي نعاني منه قد ينجم عن انخفاض في مستوى الجهد الذي نبذله لا عن الإفراط في النشاط وهذا ما يتضح من خلال أمر الأطباء بالنشاط الجسدي علاجا للذين يشعرون بالارتخاء والفشل العضلي.

أنواع التعب: يمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات رئيسية:

-  التعب الجسدي: وهو الناجم عن إجهاد العضلات حتى نفاذ الطاقة وتراكم ثاني أكسيد الكربون في الدم ومنه عجز العضلة عن القيام بمهمتها، أما التعب الجسدي الذي نشعر به بعد ممارسة الرياضة أو عمل في الحديقة أو تنظيف... فهو ممتع عادة وسرعان ما يتم التخلص منه بعد استراحة قصيرة تسمح للجسد من التخلص من ثاني أكسيد الكربون واستعادة القوة العضلية.

-   التعب المرضي : هذا النوع من التعب يكون إشارة لوجود مرض ما، سواء مجرد زكام أو أنفلونزا وقد يكون داء خطير كالسكري أو السرطان. كما قد يحدث هذا التعب أحيانا بعد الشفاء من مرض حيث يشعر المرء في هذه الفترة بالضعف والتراخي، وعليه فالراحة الكاملة ضرورية ريثما يعيد الجسم نشاطه.

-  التعب النفساني : إن المشاكل والصراعات العاطفية، لا سيما الإحباط والقلق هي الأسباب الأكثر شيوعا لإطالة فترة الشعور بالتعب. إن المشاعر العاطفية المكبوتة ككرهك لدراستك أو عملك مثلا، أو الشعور بأنك تقوم بدور لن يؤدي إلى نتيجة مشكورة، تظهر عادة في أعراض جسدية محسوسة على رأسها التعب. ولهذا فهم حقيقة المشكلة العاطفية هو الخطوة الأساسية الأولى نحو التخلص من هذا النمط من التعب.  

كيفيـة مواجهـة التعب:

   بإمكاننا القضاء على التعب وما يصحبه من مشاعر منهكة بأنفسنا دون التوجه إلى الطبيب عند عدم وجود أي مرض، فالفيتامينات والمسكنات والحبوب المنومة ليست علاجا صحيحا بل إنها ضارة والكافيين علاج مؤقت وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى قلق مؤذ، لذلك ينصح بالتدابير الصحية التالية :

- التغذيـة: إذا كنت تتناول فطور صباح خفيف أو لا تتناوله أبدا، ففي أغلب الأحيان سوف تشعر بالتعب في الضحى أو منتصف النهار بسبب انخفاض السكر في الدم وهو مصدر الطاقة للجسم والدماغ. لتـحقيق ذروة النشاط في الصباح يجب تناول فطور غني بالبروتين، أما القهوة والفطائر فهي تشعر بالنشاط فقط في البداية، فسرعان ما يزول أثرها وتحس بالضعف.  أما الغذاء فلا فائدة من تناول بعض الحلويات أو أكل خفيف... فيجب أن يحتوي على وجبات منتظمة ومتوازنة من غير أن يؤدي إلى ذلك إلى السمنة ومنه الشعور بالتعب.

   -  الرياضة : فالتمارين الرياضية المنتظمة تزيد الطاقة ولا تضعفها وتساهم في مقاومة التعب برفع طاقة الجسم، كما أنها تخفف الشعور بالإرهاق والتوتر المتراكم طيلة النهار.

   -  النوم : إذا كان التعب مصدره النوم غير الكافي فالحل سهلا، نم باكرا ولا تنشغل بمشاهدة التلفاز أو الدردشة مع أصدقاءك فذلك يرهق جسدك.

   - الاستراحة : مهما كان العمل الذي تمارسه فمواصلة العمل لمدة أطول دون انقطاع سوف يتعبك، لذلك يجب أخذ وقت قصير ولو خمس دقائق للراحة بين الفينة والأخرى فاشرب فيها الماء أو تتمتع بمنظر طبيعي من نافذتك أو قم بنزهة قصيرة تسترجع بها طاقتك.