لعل من اهم واحدث اساليب الخداع البصري هو ذلك ما يتعلق باستخدام تقنيات ما بعد المواد...فقد قام فريق من الباحثين من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالعمل على تطوير مادة يُعتقد أنّ لها القدرة على إخفاء الأشياء التى تغطيها، ما يجعلها غيرمرئية من قبل الشخص الناظر إليها... ويقوم الباحثون والمراكز العلمية بالعمل على تطويرهذه المادة بحيث تتميز بقدرتها على توجيه مسار أشعة الضوء الساقطة باتجاهها، ما يجعل الأشعة تلتف من حولها، الأمر الذى يجعل الناظرعاجزاً عن رؤية تلك المادة أو ما يختبيء تحتها... ويحسب رأى الباحثين.. فإنّ هذه المادة أو ما يعرف باسم "ميتاماتيريال" او "ما وراء المادة"، ستعمل على حجب الأشعة الكهرومغناطيسية عن الشيء الذى تخفيه، وبطبيعة الحال ستكون قادرة على منع أشعة الرادار من اختراقها، ما يؤدى إلى عزل الشيء الذى تخفيه عن العالم الخارجي بصورة تامة...
فقد ادى التطور الرهيب في علم المواد وميكانيكا الكم للوصول لما يعرف بتقنيات ما بعد المواد metamaterials والتي من احد تطبيقاتها مواد الانكسار السلبي او طي شعاع الضوء الساقط عليها...ويتعلق الأمر هنا بما يصطلح على تسميته بالميتاماتريال والتي تتكون من مواد معدنية وصناعية في حجم متناه الصغر لا يتجاوز سمكها بضعه نانومترات ويمكن للاشياء أن تتحول الى الخفاء وتصبح غير مرئية إذا ما قام المرء بطليها بتلك المواد المذكورة والتي تسبب حيود لمسار آشعة الضوء الساقطة عليها... ولكن التخفي عن الأنظار .. رغبة لطالما راودت الكثيرين، إنها قدرة رهيبة لو تم التمكن من تحقيقها، فالخفي عن الأنظار قادر على التحكم بقواعد اللعبة و قلب الأمور لصالحه، فهو يرى الآخرين بينما هم لا يتمكنون من رؤيته، بل حتى الشعور به واليوم فإن العالم انتج بالفعل تقنية صنعت حتى عباءة قادرة على جعل من يرتديها خفيا عن الأنظار كليا والفضل يرجع لتكنولوجيا ما بعد المادة... والآن تساهم ايضا تقنية ما بعد المادة أو (ميتاماتيريال) في ابتكار آلات تصوير قادرة على الرؤية عبر الجدران والملابس حيث بالامكان اختراقها...
وتستطيع هذه المواد أن تستخدم ترددات (التيراهيرتز)، وهي عبارة عن حرارة منخفضة ناتجة عن حركة الجزيئيات يصعب تحديدها، غير أن استخدامها قد يؤدي إلى صناعة آلات تتمتع بقدرات هائلة...ومن نتائج التجارب صرح الباحث ريتشارد أفيريت إن المواد التي تحفزها ترددات التيراهيرتز قادرة على امتصاص الطاقة وإعادة إنتاجها بطرق معينة خالقة بصمات يستطيع الباحثون استخدامها لتحديد تلك الترددات...وقال أفيرت "إنه في حال تمكن الباحثون من إدخال موجات التيراهيرتز وإخراجها من الرزمة سيتمكنون من رؤية المواد الكيميائية داخل صندوق ما)..وقال أفيرت "إنه تمكن مع فريقه من التوصل استخدام تقنية ما بعد المادة أو (ميتاماتيريال) وهي مواد تلوي الضوء بطرق غير ممكنة طبيعياً، للتحكم إلى حد ما بترددات التيراهيرتز"
فاليوم اصبحت تقنيات ما بعد المواد المنبثقة من الميكانيكا الكمية التي تعنى بالإلكترونات والفوتونات (الجسيمات التي يتألف منها الضوء) و سواها من الجسيمات الدقيقة، يمكنها حسب زعم العلماء من تحقيق الخفاء الكامل لأي جسم يحاط بها...
إن مصطلح ما بعد المواد عبارة عن جسم يكتسب خصائص مواده الكهرومغناطيسية من خلال تركيبته لا من مواده المكونة له، ولذلك يرى العلماء اليوم أنه إذا ما تم هندسة ما بعد المواد تلك بقياسات نانومترية (النانومتر = جزء من البليون من المليمتر) و هي أصغر درجات القياس المعروفة، يمكن معها التحكم في تفاعلها مع الضوء بمعنى آخر يمكن مع هندسة ما بعد الجزيئات للمادة أن نحرف (نميل) الضوء الساقط على أي جسم نريد حجبه عن الأنظار من خلال توليد حقل مغناطيسي حوله قادر على إمالة الضوء و حرفه عن مساره، حيث أن الضوء يمكنه أن يتخذ صفة موجية كما تنص نظرية أينشتاين وبالتالي يمكن التحكم في زاوية سقوطه على الأجسام و حجبها عن الأنظار تماما، وبالتالي يصبح الجسم خفيا عن البصر و بصورة كاملة فيتحقق معه عنصر الخفاء البصري المطلوب.
هذه الأبحاث تجري الآن في عدد من المختبرات منها التابعة لكلية إمبريال كوليج البريطانية تحت إشراف علماء مخضرمين منهم عالم الفيزياء النظرية سير جون بندري وزميله أيضا العالم كريس فيليبس اللذين يعملان في مجال تطوير علم هندسة ما بعد الجزيئات للمادة...
تفسير تقنية الاخفاء بالميتاماتيريال
عندما يسقط الضوء على مادة منفذة كالزجاج أو الماء تنفذ معظم الأشعة الساقطة عبر تلك المادة، و لذلك تسمى مواد شفافة حيث يمكن رؤية الأجسام من خلالها... أما المواد الأخرى التي لا تسمح للضوء بالمرور عبرها فتسمى اللاشفافة أو اللامنفذة أو المعتمة والتي تمتص الضوء وتعكس إذا ما كان لها لون معين بقية الألوان و تمتص اللون المكون لها ولكن عندما يرتد الضوء عن سطح ما نقول إنه انعكس، و هو ما يحدث عندما ننظر في المرآة من انعكاس لصورتنا، فتسمى تلك المادة عاكسة ...أما الحالة الثانية فتعود إلى بعض المواد المنفذة للضوء و التي عندما تكون شفافة وسائلة كالماء تعمل على مرور الضوء خلالها لكنها تحرف من اتجاهه بصورة معينة فتسمى تلك الحالة بانكسار الضوء... فنستنتج مما سبق أن أشعة الضوء تسير في خطوط مستقيمة ولا تنحني عند المنعطفات، وظاهرة استقامة أشعة الضوء هذه تساعد في تفسير ظاهرتي الانعكاس والانكسار لكن بما أن الضوء هو اشعاع كهرومغناطيسي فإنه قابل للانحناء، كما تنص نظرية أينشتاين و هذا هو محور عمل آلية الخفاء بتقنية هندسة ما بعد الجزيئات للمادة .
فتتلخص آلية الخفاء في إحاطة المادة او الجسم المراد إخفاؤه عن الأنظار بغطاء مكون من مواد معدنية خاصة كالكروم مصغرة تقوم بتوليد حقل مغناطيسي أو مجال طاقة ممغنط حول ذلك الجسم تعمل على إمالة (حرف) الضوء الساقط عليه بحيث يمر حوله و لا يصطدم به وبالتالي ينقل الصورة الخلفية له مما يجعله كأنه غير موجود تماما.
ومما لا شك فيه أن تطبيقات علم الخفاء، ستكون أولا في الميدان العسكري ولا نخفي هنا على أن وكالة الأبحاث والمشاريع الدفاعية المتقدمة الأميركية داربا DARPA هي أول المستفيدين من تلك التقنية، حيث تجري أبحاثا في الوقت الحالي حول تطبيق التقنية على الجنود و حتى الطائرات المقاتلة و القاذفات و الدبابات، و كما نعرف أنه عندما ترى العدو و هو لا يراك يعني أنك تملك زمام المبادرة والتحكم في مقاييس الأمور...
وهناك قدرة أخرى يمكن الاستفادة منها من تقنية هندسة ما بعد الجزيئات للمادة تتمثل في استخدام خاصية إمالة أشعة الضوء.. (إذا ما تم التحكم في تلك العملية) فإننا سنتمكن من رؤية الأجسام خلف المنعطفات أو الممرات الملتوية والحواجز دون تسليط الضوء مباشرة عليها وهو ما ينبئ به الضوء الكمومي بقدرة كشف الأجسام دون الحاجة إلى إسقاط ضوء عليها.
اضافة بالطبع لما يتم حجبه من تطبيقات سرية لهذه الخاصية..لك ان تتخيلها... ومن الجدير بالذكر أنّ مشروع تطوير هذه المادة ممول بالاساس من قبل مجلس البحوث الفيزيائية والهندسية فى المملكة المتحدة.. ووكالة البحوث الدفاعية فى الولايات المتحدة الأمريكية داربا DARPA ..
فقد ادى التطور الرهيب في علم المواد وميكانيكا الكم للوصول لما يعرف بتقنيات ما بعد المواد metamaterials والتي من احد تطبيقاتها مواد الانكسار السلبي او طي شعاع الضوء الساقط عليها...ويتعلق الأمر هنا بما يصطلح على تسميته بالميتاماتريال والتي تتكون من مواد معدنية وصناعية في حجم متناه الصغر لا يتجاوز سمكها بضعه نانومترات ويمكن للاشياء أن تتحول الى الخفاء وتصبح غير مرئية إذا ما قام المرء بطليها بتلك المواد المذكورة والتي تسبب حيود لمسار آشعة الضوء الساقطة عليها... ولكن التخفي عن الأنظار .. رغبة لطالما راودت الكثيرين، إنها قدرة رهيبة لو تم التمكن من تحقيقها، فالخفي عن الأنظار قادر على التحكم بقواعد اللعبة و قلب الأمور لصالحه، فهو يرى الآخرين بينما هم لا يتمكنون من رؤيته، بل حتى الشعور به واليوم فإن العالم انتج بالفعل تقنية صنعت حتى عباءة قادرة على جعل من يرتديها خفيا عن الأنظار كليا والفضل يرجع لتكنولوجيا ما بعد المادة... والآن تساهم ايضا تقنية ما بعد المادة أو (ميتاماتيريال) في ابتكار آلات تصوير قادرة على الرؤية عبر الجدران والملابس حيث بالامكان اختراقها...
وتستطيع هذه المواد أن تستخدم ترددات (التيراهيرتز)، وهي عبارة عن حرارة منخفضة ناتجة عن حركة الجزيئيات يصعب تحديدها، غير أن استخدامها قد يؤدي إلى صناعة آلات تتمتع بقدرات هائلة...ومن نتائج التجارب صرح الباحث ريتشارد أفيريت إن المواد التي تحفزها ترددات التيراهيرتز قادرة على امتصاص الطاقة وإعادة إنتاجها بطرق معينة خالقة بصمات يستطيع الباحثون استخدامها لتحديد تلك الترددات...وقال أفيرت "إنه في حال تمكن الباحثون من إدخال موجات التيراهيرتز وإخراجها من الرزمة سيتمكنون من رؤية المواد الكيميائية داخل صندوق ما)..وقال أفيرت "إنه تمكن مع فريقه من التوصل استخدام تقنية ما بعد المادة أو (ميتاماتيريال) وهي مواد تلوي الضوء بطرق غير ممكنة طبيعياً، للتحكم إلى حد ما بترددات التيراهيرتز"
فاليوم اصبحت تقنيات ما بعد المواد المنبثقة من الميكانيكا الكمية التي تعنى بالإلكترونات والفوتونات (الجسيمات التي يتألف منها الضوء) و سواها من الجسيمات الدقيقة، يمكنها حسب زعم العلماء من تحقيق الخفاء الكامل لأي جسم يحاط بها...
إن مصطلح ما بعد المواد عبارة عن جسم يكتسب خصائص مواده الكهرومغناطيسية من خلال تركيبته لا من مواده المكونة له، ولذلك يرى العلماء اليوم أنه إذا ما تم هندسة ما بعد المواد تلك بقياسات نانومترية (النانومتر = جزء من البليون من المليمتر) و هي أصغر درجات القياس المعروفة، يمكن معها التحكم في تفاعلها مع الضوء بمعنى آخر يمكن مع هندسة ما بعد الجزيئات للمادة أن نحرف (نميل) الضوء الساقط على أي جسم نريد حجبه عن الأنظار من خلال توليد حقل مغناطيسي حوله قادر على إمالة الضوء و حرفه عن مساره، حيث أن الضوء يمكنه أن يتخذ صفة موجية كما تنص نظرية أينشتاين وبالتالي يمكن التحكم في زاوية سقوطه على الأجسام و حجبها عن الأنظار تماما، وبالتالي يصبح الجسم خفيا عن البصر و بصورة كاملة فيتحقق معه عنصر الخفاء البصري المطلوب.
هذه الأبحاث تجري الآن في عدد من المختبرات منها التابعة لكلية إمبريال كوليج البريطانية تحت إشراف علماء مخضرمين منهم عالم الفيزياء النظرية سير جون بندري وزميله أيضا العالم كريس فيليبس اللذين يعملان في مجال تطوير علم هندسة ما بعد الجزيئات للمادة...
تفسير تقنية الاخفاء بالميتاماتيريال
عندما يسقط الضوء على مادة منفذة كالزجاج أو الماء تنفذ معظم الأشعة الساقطة عبر تلك المادة، و لذلك تسمى مواد شفافة حيث يمكن رؤية الأجسام من خلالها... أما المواد الأخرى التي لا تسمح للضوء بالمرور عبرها فتسمى اللاشفافة أو اللامنفذة أو المعتمة والتي تمتص الضوء وتعكس إذا ما كان لها لون معين بقية الألوان و تمتص اللون المكون لها ولكن عندما يرتد الضوء عن سطح ما نقول إنه انعكس، و هو ما يحدث عندما ننظر في المرآة من انعكاس لصورتنا، فتسمى تلك المادة عاكسة ...أما الحالة الثانية فتعود إلى بعض المواد المنفذة للضوء و التي عندما تكون شفافة وسائلة كالماء تعمل على مرور الضوء خلالها لكنها تحرف من اتجاهه بصورة معينة فتسمى تلك الحالة بانكسار الضوء... فنستنتج مما سبق أن أشعة الضوء تسير في خطوط مستقيمة ولا تنحني عند المنعطفات، وظاهرة استقامة أشعة الضوء هذه تساعد في تفسير ظاهرتي الانعكاس والانكسار لكن بما أن الضوء هو اشعاع كهرومغناطيسي فإنه قابل للانحناء، كما تنص نظرية أينشتاين و هذا هو محور عمل آلية الخفاء بتقنية هندسة ما بعد الجزيئات للمادة .
فتتلخص آلية الخفاء في إحاطة المادة او الجسم المراد إخفاؤه عن الأنظار بغطاء مكون من مواد معدنية خاصة كالكروم مصغرة تقوم بتوليد حقل مغناطيسي أو مجال طاقة ممغنط حول ذلك الجسم تعمل على إمالة (حرف) الضوء الساقط عليه بحيث يمر حوله و لا يصطدم به وبالتالي ينقل الصورة الخلفية له مما يجعله كأنه غير موجود تماما.
ومما لا شك فيه أن تطبيقات علم الخفاء، ستكون أولا في الميدان العسكري ولا نخفي هنا على أن وكالة الأبحاث والمشاريع الدفاعية المتقدمة الأميركية داربا DARPA هي أول المستفيدين من تلك التقنية، حيث تجري أبحاثا في الوقت الحالي حول تطبيق التقنية على الجنود و حتى الطائرات المقاتلة و القاذفات و الدبابات، و كما نعرف أنه عندما ترى العدو و هو لا يراك يعني أنك تملك زمام المبادرة والتحكم في مقاييس الأمور...
وهناك قدرة أخرى يمكن الاستفادة منها من تقنية هندسة ما بعد الجزيئات للمادة تتمثل في استخدام خاصية إمالة أشعة الضوء.. (إذا ما تم التحكم في تلك العملية) فإننا سنتمكن من رؤية الأجسام خلف المنعطفات أو الممرات الملتوية والحواجز دون تسليط الضوء مباشرة عليها وهو ما ينبئ به الضوء الكمومي بقدرة كشف الأجسام دون الحاجة إلى إسقاط ضوء عليها.
اضافة بالطبع لما يتم حجبه من تطبيقات سرية لهذه الخاصية..لك ان تتخيلها... ومن الجدير بالذكر أنّ مشروع تطوير هذه المادة ممول بالاساس من قبل مجلس البحوث الفيزيائية والهندسية فى المملكة المتحدة.. ووكالة البحوث الدفاعية فى الولايات المتحدة الأمريكية داربا DARPA ..
إرسال تعليق Blogger Facebook