كان القدماء المصريون من أوائل الأمم التى ظهرت على وجه الأرض آمنت بالبعث والخلود بعد الموت فى حياة قد لا تختلف فى جوهرها عن حياتهم فى العالم الدنيوى، واعتبروا رحلة الموت خطوة تتناثر خلالها شتى العناصر المكونة للشخص الحى، لذا لجئوا إلى عملية التحنيط.
ولعل أقدم مثال للتحنيط هى مومياء الملكة “حُتب حرس” زوج الملك سنفرو، وأم الملك خوفو، وقد وُجدت أحشاء هذه الملكة مُحنطة ومودعة فى صندوق من المرمر، عُرف باسم الصندوق الكانوبى، وقُسمت كل منها إلى أربعة أقسام تم تزويد كل منها بمادة التحنيط، وهى التى عُثر عليها فى حجرة الدفن بمقبرتها.
لم تكن طريقة التحنيط فى الدولة القديمة قد وصلت إلى درجة كبيرة من الإتقان، ومن ثم فقد عمد القوم وقتها إلى استكمال ملامح الجسم بقماش كتان غُمس فى راتنج مُنصهر، بحيث يبدو الوجه والجسم بملامحه الحقيقية فى الحياة، ولعل أبدع مثال لمومياء الدولة القديمة هو مومياء “نفر” التى كشفت عنها هيئة الآثار فى سقارة 1966م.
هذا وقد كانت عملية التحنيط تستغرق سبعين يوما، كان الكهنة فى أثنائها يرتلون الصلوات، وارتدوا قناعا على شكل رأس ابن آوى، وهو يمثل أنوبيس إله الجبانة وراعى الموتى.
إرسال تعليق Blogger Facebook