وتبين من الدراسة التي نشرتها مجلة علمية متخصصة بالشؤون الصحية للعاملين وبيئات العمل وتدعى (Occupational and Environmental Medicine) أن الموظفين الذين يعملون بنظام المناوبة، أو ما يسمى باللغة الدارجة "شفتات"، هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض السكري.
ووجدت الدراسة أن التقلبات في ساعات العمل تؤدي إلى ساعات نوم غير منتظمة أيضاً، وهو ما يؤدي إلى خلل في ساعة الجسم البيولوجية وبالتالي خلل في إفراز الهرمونات بالجسم وتوتر في النوم بما يرفع في النهاية من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
وقالت جمعية مرضى السكري في بريطانيا إن على العاملين بساعات غير منتظمة وبنظام "المناوبة" الحرص على تناول الأطعمة الصحية، وتبني نظام غذائي متوازن.
ويؤدي مرض السكري في حال تدهور حالة حامله إلى فقدان البصر، كما يرفع مخاطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية، كما يؤدي إلى أضرار في الدورة الدموية ويمكن أن يضطر الأطباء في مرحلة ما إلى بتر قدم المريض.
وبحسب التجارب التي أجريت ضمن الدراسة الجديدة فإن النوم في الأوقات الخطأ خلال اليوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة المبكرة بمرض السكري (Type 2)، على أن المرض يمكن أن يتطور بعد ذلك خلال اسابيع فقط.
وتعتبر هذه النتائج صادرة عن واحدة من أضخم وأوسع التجارب التي أجريت لدراسة مرض السكري، حيث شملت تحليلاً لأكثر من 226 ألف حالة موزعة على مختلف أنحاء العالم، وتعاني جميعها من النوع الثاني لمرض السكري.
وخلصت الدراسة التي أجرتها جامعة صينية متخصصة بالعلوم والتكنولوجيا إلى أن خطورة الإصابة بالمرض تزيد بنسبة 9% لدى العاملين بنظام المناوبة الذي يتسبب بساعات غير منتظمة ولا ثابتة للعمل ولا النوم، إلا أن الدراسة وجدت أن هذه النسبة ترتفع بصورة حادة لتصل إلى 42% في حال كانت المناوبة بين الليل والنهار، أي في حال كان الموظف يعمل بعض الأحيان ليلاً وبعض الأحيان نهاراً.
كما وجدت الدراسة أن تأثير هذه التغييرات في العمل أكثر خطورة على الرجال منها على النساء، وأن نسبة خطورة الإصابة بالمرض عند الرجال أكبر منها عند النساء.
وقال الباحثون إن "نتائج هذه الدراسة يجب أن تدفع الرجال الذين يعملون بنظام المناوبة إلى الانتباه بصورة أكبر والاعتناء بصحتهم ونظامهم الغذائي لتجنب الإصابة بالمرض".
إرسال تعليق Blogger Facebook