ما الذى حل بتلك الأجيال الصاعدة ؟

عامل أطفالك بأحترام....تنشأ جيلا عاقلا ومختلف

أعرف إحدى الأمهات التى دائما ما تأمر أبنها مستخدمة عبارات من قبيل " تناول طعامك" " أسمع كلامى" أركب السيارة" " نظف أسنانك"

وبعد ذلك تشتكى من كيف أنها تجد صعوبة بالغة فى تعليم أطفالها كيف يستخدمون كلمات مثل" من فضلك" "وأشكرك".
الآن لابد أنك ترى موطن مشكلتها مثلما آراها. لكنها عاجزة إلى الآن عن رؤيتها.

والسبب فى هذه المشكلة بسيط إلى حد كبير، فالأطفال عليهم أن ينفذوا ما تأمرهم به، اما الكبار فلا يمكن إجبارهم ، لذلك فأنت تسالهم بلطف، فى الوقت الذى تأمر فيه الأطفال بان ينفذوا ما تريد، المشكلة أن الأطفال لا يرون الامر على هذا النحو، فهم لا يلاحظون كيف تتحدث مع الآخرين " فالأطفال لا يستمعون على اى حال" وهكذا فهم يتحدثون معك بنفس الطريقة التى تتحدث انت معهم بها.

إن أطفالك متعقلين فسوف يطلبون منك أن تأخذ فى الاعتبار ما تفعل، بالإضافة إلى ما تقول كذلك. عليك إذن ألا تلوم أطفالك على عدم التصرف برقة، ذلك لأنهم استوحوا ذلك منك انت، بل يجب عليك فى الواقع أن تهنئهم علىع الأحتذاء بك فى سلوكياتهم.

إن أطفالك يستحقون الأحترام، فهم بشر قبل كل شئ، والأهم من ذلك هو أنك لن تحصل منهم على الأحترام قبل أن تظهره أنت لهم أولا. هذا لن يقوض من سلطتك عليهم، وسرعان ما سيتعلم أطفالك أن عبارات من قبيل: أغسل أسنانك من فضلك" أو " ممكن تقوم بوضع كذا فى مكانه من فضلك" قد تبدو فى ظاهرها كطلبات، إلا أنها فى حقيقة الأمر أوامر يجب أتباعها، وهكذا ستعلمهم السلوكيات المقبولة بأفضل وسيلة ممكنة، عن طريق تقديم القدوة لهم.

ليست السلوكيات الطيبة فقط التى يمكن لأطفالك عن طريق تقديم القدوة، فعليك كذلك ألا تخرق أى وعود وعدتهم بها، أو تكذب عليهم، أو تتفوه أمامهم بالسباب إذا لم ترد أن يحذوا حذوك، وإذا فعلت هذه الأشياء فكأنك تقول لأطفالك بكل وضوح إنهم أقل شأنا من الآخرين ولا يهمونك فى شئ، لكننا نعلم أن هذا ليس صحيحا، لذلك دع أطفالك يعلموا ذلك أيضا.

إذا ما كنت تحب أطفالك أكثر من أى شخص " ما عدا شريك حياتك" وهكذا سيتعلمون كيف يعاملون الآخرين بأحترام أيضا، وهذا هو حل مشكلة "ما الذى حل بتلك الأجيال الصاعدة" .

نصائح