وترجع المسئولية الكلية على الأم والاب فى رعاية الأبناء منذ ولادتهم، فالطفل ينشأ كما يريداه أبواه إن صالحا أو طالحا ، عبقريا أو تافها. فالولد سر أبيه، والبنت كما كانت أمها وكما يقول المثا القديم" أقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها".
نلاحظ عندما تدخل دار صديق لك فيصادفك طفله إما بالترحاب أو الفزع والصراخ، فإذا كان والده ودودا بأصدقائه قابلك الطفل بنفس الترحاب والود، وإذا كان الوالد عبوسا فعل الطفل نفس الشئ.
وتجد الطفلة الصغيرة تجلس أمام المرآة تقلد أمها فى التزيين، ويتعلم الأطفال الصدق والكذب من البيئة العائلية مما يسمعون فى المنزل، إنهم أقوياء الملاحظة فإذا شعرت الطفلة أن والدتها تكذب على والدها أصبحت الطفلة كاذبة.
هكذا نشاهد أنفسنا فى أطفالنا فهم مرآة لنا.....ولكى ينشأ جيل جديد ننتفع به، يجب علينا نحن الآباء أن نعمل جاهدين على توجيه أطفالنا، حاول أن تتفهم رغباته منذ الطفولة وشجعه كلما وجدت له هواية صالحة ونمى فيه روح الفن، ورغبة المعرفة، وتخير من اللعب ما يقوى ملاحظته وقدراته العقلية.
التدريب الأول:
عندما يقدر طفلك فى تقدير الأعداد، أعطه عمليات جمع على أصابعه مثلا 2+2=4+2=6+4=10 وهكذا تستمرمعه كل يوم مع زيادة العمليات فى حدود طاقته حتى لا يعجز عن الأستمرار، أعطه عمليات أكبر وممكنه من أستخدام عقله فى عمليات جمع وطرح مختلفة حتى يتعود على أستخدام عقله حسابيا، وبذلك تنشط مراكز العقل المختصة بالرياضيات فيشب وفى قدراته العقلية ماكينة حسابية.
التدريب الثانى:
ضع أمام طفلك بعض الأدوات المنزلية لكى يراها ويلمحها ثم أرفعها بعيدا عن أبصاره، وأسأله عما كان أمامه، فيصف لك كل قطعة وصفا دقيقا، وإذا عجز فحاول أن تقلل العدد وابقها أمامه وقتا أطول، وهكذا حتى يتعود على قوة الملاحظة.
التدريب الثالث:
قف مع أبنك امام نافذة عرض الألعاب فى محل اللعب، وقل له شاهد هذه اللعب جيدا، وسوف أختبرك فإذا نجحت أشتريت لك واحدة، ثم أستدر معه بظهرك بحيث لا يرى شيئا واطلب منه أن يذكر عدد اللعب ويصف كل واحدة منها وإن امكن السعر وشجعه بشراء لعبة مناسبة.
التدريب الرابع:
بعد عودتك من زيارة حديقة الحيوان، أو الملاهى مع طفلك، أطلب منه أن يصف لك جميع مشاهداته.
التدريب الخامس:
تخير لأبنك موضوع مناسب لسنه ودعه يتكلم عنه لمدة عشر دقائق وناقشه الرأى لمدة لمدة خمس دقائق.
التدريب السادس:
تخير لأبنك موضوع أجتماعى أو سياسى، واطلب منه أن يلقى جديثا أو خطبة لمدة عشر دقائق بصوت مسموع قوى، وشجعه فى النهاية بكلمة طيبة او قطعة من الحلوى.
التدريب السابع:
لكى يتعلم إبنك الحفظ السريع، أعطه كل يوم جمله سهلة ذات معنى لكى يحفظها ثم يرددها أمامك، ثم تخير جملة أصعب وهكذا كل يوم حتى يتعلم الحفظ نثرا وشعرا، ويمكن تدريبه على ذلك بلغة أجنبية حتى يشب على محبتها وإتقانها.
التدريب الثامن:
حاول أن يحفظ إبنك رقم تليفون المنزل أولا، ثم حاول أن يحفظ تليفون عملك، ثم تليفون جده أو جدته، ثم صديق له وهكذا حتى يتدرب عقله على حفظ الأرقام.
التريب التاسع:
درب أبنك على أن يرسم المسكن من الداخل ويوضح عدد الحجرات ودورات المياة، ثم أطلب منه رسم مدرسته، ثم منزل جده وهكذا حتى تخلق فيه الفهم الهندسى، لاحظ أن يكون الرسم بالقلم الرصاص والمسطرة، وحاول أن تجعله يرسم الأماكن بنسب متقاربة تعبر عن الحقيقة، ثم أطلب منه تصميم مصنع أو منزل بعد أن يتقدم فى الفن والرسم.
التدريب العاشر:
إذا أردت له أن يهوى فن الطب، فحببه فى مظهر وعمل الطبيب، وضع بين يديه الكتب المناسبة التى تتكلم عن وصف الجسم فسيولوجيا، وأشتر له اللعب المناسبة كسماعة الطبيب وأجهزة الطب.
التدريب الحادى عشر:
أشتر لأبنك أدوات نجار ودربه على أصلاح ما يمكن إصلاحه من أدوات المنزل، وضع بين يديه الأجهزة التالفة ليفكها ويحاول تركيبها ومعرفة أجزائها المختلفة حتى تخلق فيه العقل الميكانيكى أو الكهربائى.
التدريب الثانى عشر:
دربى أبنتك يوما فى الأسبوع على رعاية المنزل وتنظيفه ومساعدتك فى شئون الطهى،وأطلبى منها أن تقدم بنفسها شئ من فنها الصغير، وعبرى عن رضاك وشجعيها حتى تنبغ.
التدريب الثالث عشر:
عقب عودة طفلك من المدرسة، أطلب منه ان يحكى لك كل ما مر به فى يومه بالمدرسة، ثم تخير شئ مما تسمعه وناقشه فيه لتعرف مقدار فهمه وإستيعابه للدرس.
التدريب الرابع عشر:
لزيادة قدرات طفلك فى اللغات
1_ عندما يبدأ الطفل فى دراسة اللغات الأجنبية حاول أن تعاونه واطلب منه أن يذكر أسماء الأشياء التى حفظها فى المناسبات. فمثلا إذا حفظ كلمة الماء أو اللبن أو غيرها من الأطعمة، حاول أثناء تناول الطعام أن تذكره بها.
2_أعط أبنك كل يوم خمس كلمات جديدة يحفظها ،ففى نهاية الشهر سيعرف 150 كلمة جديدة، وفى نهاية العام سيعرف 1800 كلمة.
3_شجعه لكى يضع كلمة حفظها فى جملة مفيدة.
وبهذا تقوى فى أطفالك ملكة الحفط، وحب اللغات، التى ستكون وسيلته المستقبلية للأطلاع ومعرفة كل جديد فى العالم الغربى.
وهكذا يجب أن تفهم طفلك، وتقضى معه كل يوم بعض الوقت المفيد، وتخلق منه وهو صغير رجل المستقبل، عامله برجوله وفهم ولا تجعله ينفر منك أو يخافك، حتى لا يشب جبانا، بل أجعل منه الرجل الصغير والأخ المحب لك، وقدمه لاصدقاءك كرجل، ولا تنهره مطلقا دون أن يفهم الأسباب لأنه إذا فهم أسباب غضبك أقتنع وفعل ما تريد، أما إذا أرغمته على فعل ما أنت تريده وهو يكرهه فثق أنه وإن نفذه خوفا منك أو رهبة، فإنه سيعمل ما يريده فى الخفاء.
كن حازما فى رقة، وجادا فى بسمة وغاضبا فى هدوء.
إقرأ بعض التوجيهات فى كتب التربية النفسية وعلاقة الآباء بالأبناء حتى يتسع إدراكك وتعرف كيف توجه أولادك بحزم ومحبة وصدق، كن أنت المعلم والوالد والصديق.
إرسال تعليق Blogger Facebook