إن الأطفال هم السعادة و الفرحة والبهجة في هذه الحياة , فا هم زينة الحياة الدنيا كما قال الله تعالي , وكل فرد يتمني أن يرزقه الله ابنا صالحا يملئ حياته بالسعادة ويكون له عونا و سندا في هذه الحياة ..
ولكن .. سرعان ما تتحول سعادة الأسرة وفرحتهم بالمولود الجديد إلي كآبة وتعاسة , وتخيم سحابة من الحزن علي المنزل عندما تكتشف الأسرة أن هذا الطفل هو من ذوي الاحتياجات الخاصة .
فما إن يعلم الأهل بأن هذا الطفل لديه بعض المشاكل الجسدية أو العقلية .. حتي ينتابهم شبح الذعر والقلق والخوف من ما يخبأه المستقبل لأبنهم ؟ وكيف سيتعامل معه المجتمع ؟ فهم يعلمون أن مجتمعنا - أو معظمه - يرفض الطفل المعاق ويعمله بشكل غير لائق يؤثر علي نفسيته ويزيد الطين بله .. و من ناحية أخري .. تجد بعض الأسر أن الطفل المعاق يشكل عبئا علي الأسرة نفسها .. فهو يحتاج مبالغ كبيرة من أجل النفقات المادية الخاصة به .. إلي جانب انه يعمل بشكل كبير علي الحد من حركة الأسرة فيجب دوما أن يتواجد شخص ما بجانبه حتي يلبي احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس وما إلي ذلك من الاحتياجات الأخرى التي لا يستطيع هو القيام بها بمفرده ..
لذا يجب علي الأسرة أن تتعلم كيفية التأقلم علي الوضع وكيفية التعامل مع هذا الطفل ..
وتختلف الإعاقات التي قد تصيب الأطفال ولكن يبقي أهمها هو " التخلف العقلي " وذلك لأنه يؤثر بشكل كبير جدا علي قدرات الطفل .. فا هو يؤدي إلي انخفاض كبير و ملحوظ في أداء الطفل .. سواء كان الأداء الجسدي أو الأداء العقلي .. فا بالنسبة للأداء الجسدي .. يؤثر التخلف العقلي علي قدرة الطفل علي قيامه بأبسط المهام اللازمة بنفسه .. كتناول الطعام والشراب أو الذهاب إلي الحمام .. كما يؤثر ذلك علي قدرة الطفل علي التكيف مع ما حوله .. و بالنسبة للسلوك العقلي .. يصبح هناك قصور عقلي عام .
و عندما نتحدث عن كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .. يجب علينا أولا مراعاة حاجاتهم النفسية والاجتماعية , كما يجب عدم تصنيفهم كأنهم فصيل مختلف عنا أو أقل منا ..
ثانيا .. يجب علي الأهل أن يمتلكوا شجاعة الاعتراف .. شجاعة مواجهة الأمر وعدم نبذه أو التهرب من الواقع .. فا أغلب الأسر ترفض الاعتراف بإعاقة طفلهم .. إلي جانب أنهم قد ينكرون وجود أي مشكلة لدي الطفل .. و خاصة إذا كانت غير شديدة وهذا في البداية, ولكن هذا خطأ كبير ويؤدي إلي تضخم المشكلة بدلا من حلها ..
ولذلك .. ننبه علي ضرورة امتلاك شجاعة الاعتراف بوجود إعاقة -أيا كانت- لدي طفلك .. حتي تستطيع تقبل الأمر والتعامل معه .. وهذا لا يعنى أننا ننفي وجود مشاعر الحزن و ما إلي ذلك .. لا .. فالحزن شئ طبيعي .. ومطلوب بكل تأكيد .. ولكن مشاعر الأسى والحزن ضرورية ولكن إلى حد معين فقط، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال الإسراف فيها لأنها تأتي بمردود عكسي .. وهو أن بعض الآباء يظنون أنهم هم السبب في إعاقة الطفل ويحملون أنفسهم ما لا يطيقون وهذا يؤدي إلي حزن مقيم وعدم القدرة علي التعامل مع المشكلة بشكل سليم
ولهذا .. فنحن نقول لك أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الغالية ..
أن الشعور بالذنب تجاه الطفل المعاق .. شئ خطير .. لأنه يؤدي إلي تولد مشاعر الرفض تجاه الطفل .. وهذه المشاعر تؤدي إلي التفكير في وضع الطفل بمكان خارج البيت،
وقد تؤدي هذه المشاعر أيضا إلي قيام الأبوين بالمساعدة الدائمة للطفل .. وأن يقوموا بكل شئ له .. ويحولوه إلي شخص سلبي يعتمد عليهم في كل شئ .. وبذلك يكونوا قد أضروه بشكل كبير ظنا منهم أنهم بذلك يساعدوه .
لذلك وجب علي الأهل في هذه الحالات أن يكونوا قادرين على التعامل مع مشاعرهم .. قبل التفكير في التعامل مع الطفل نفسه .. يجب عليهم أولا تقبل الطفل وتقبل الحالة الموجودة ومن ثم تأتي مرحلة التكيف والتعامل مع هذه الحالة ..
والتكيف لا يأتي دفعة واحدة .. بل إن يأتي علي مراحل وفترات ..
- أولا : يجب علي الأهل كما ذكرنا .. تقبل وجود طفل معاق بينهم .. وإدراك أنه شخص عادي مثلهم .. له مشاعر واحتياجات .. وعليه أيضا واجبات يمكنه القيام بها في حدود قدراته.
- يجب التغلب علي مشاعر الخجل من وجود طفل معاق .. والتخلص من مشاعر الشعور بالذنب ناحية الطفل .. لأن المكابرة وعدم قبول الإعاقة ..و الإصرار علي أن الطفل طبيعي وخصوصا في حالات التخلف العقلي ما هي إلا ضرر كبير علي الطفل .
- يجب أن تكون أنت مدرسا ومعلما جيدا لطفلك ..
- اختر له ما يناسبه من الأنشطة المتوفرة والمحببة لديه ومارسها .
- اختر لطفلك نشاطا رياضيا أو ذهنيا بسيطا .. وتدرج في مراحل صعوبته .. ودع الطفل يحاول ويجرب ويتعلم بنفسه وأنت تشرف عليه ..
- علم طفلك كيفية تسمية الأشياء بمسمياتها .. مثلا أجزاء الشقة باب - مطبخ - غرفة نوم - حمام .. وما إلي ذلك من الأشياء البسيطة فالتسمية
- نوع ما بين النشاطات التي يمارسها الطفل .. ولا تقتصر علي نشاط واحد .. واحرص دوما علي النشاطات التي تعمل علي تحفيز نشاط الخلايا الذهنية .. مثل العد .. أو التلوين .. أو معرفة الفرق بين الصور وبين الألوان وما إلي ذلك من الأنشطة التي يتم استخدام القدرات الذهنية فيها بقدر كبير
- قم بعمل نشاطات جماعية بين الطفل وكل أفراد الأسرة أو العائلة .. حتي لا يشعر الطفل بأنه منعزل أو منبوذ ولخلق الروح الجماعية لديه وكسر حدة المعاملات الاجتماعية .
- استشر دوما المتخصصين في مجال تدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .. فهذا سيفيدك بشكل كبير كما انه يساعد علي تحسن الحالة الصحية و النفسية للطفل بشكل ملحوظ .
- دائما .. امتدح طفلك .. وامتدح نجاحه وكافئه علي الأشياء التي يفعلها بشكل صحيح سواء كانت أشياء كبيرة أو بسيطة .. ولا يشترط هنا أن تكون المكافأة دوما مال .. لا .. فالكلمة الطيبة والمدح الجميل والاحتضان والتشجيع أفضل بكثير كمكافآت بدلا من المال
- يجب عليك أن تقوم بتعديل سلوك طفلك ولكن بطرية غير مباشرة .. بمعني أن لا تخبره مثلا أن ما فعلته خطأ .. وتنهره علي فعلته .. بل أخبره بالشئ الصحيح ودعه يحاول أن يفعله بنفسه .
- لا تعدل علي طفلك أمام شخص غريب وأعمل علي نصحه وتعديل سلوكه فيما بينكم
- أعمل علي تنويع طرق التحدث مع طفلك .. وشجعه دوما علي أن يستخدم حواسه في الشعور بالأشياء من حوله إما عن طريق اللمس أو التذوق أو الشم .. فهذا يقوي قدراته الذهنية ويقوي قدرة تلك الحواس لديه .
- كن دائما قدوة .. ولا تأمر طفلك بفعل شئ لا تفعله أنت .. أو أن تخبره بتنفيذ أمر وتنفذ انت خلافه
- لا تعدل علي طفلك أمام شخص غريب وأعمل علي نصحه وتعديل سلوكه فيما بينكم
- أعمل علي تنويع طرق التحدث مع طفلك .. وشجعه دوما علي أن يستخدم حواسه في الشعور بالأشياء من حوله إما عن طريق اللمس أو التذوق أو الشم .. فهذا يقوي قدراته الذهنية ويقوي قدرة تلك الحواس لديه .
- كن دائما قدوة .. ولا تأمر طفلك بفعل شئ لا تفعله أنت .. أو أن تخبره بتنفيذ أمر وتنفذ انت خلافه
- خاطب طفلك بأسلوب عادي .. و خصص له من وقتك حوالي 15 دقيقة يوميا لتعليمه شئ جديد .
إرسال تعليق Blogger Facebook