8/23/2014 -
كيف تعلم طفلك الصلاة


قبل أن نتعامل مع الطفل ونطلب منه أمرا كالصلاة لابد معرفة عدة نقاط مهمة:

1_أجب عن تساؤلات أبنك الدينية بما يتناسب مع سنه وفهمه، وهذا يعنى أنه يجب ألا نتحدث مع الطفل عن الحلال والحرام قبل سن ست سنوات لأن الطفل قبل هذه السن لن يستوعب مفاهيم مثل الجنة والنار، ربما استطاع أن يردد ما تقوله لكنه لا يفهم هذه الأشياء.

2_ اعتدل فى أوامرك دائما ولا تحمل طفلك ما لا طاقة له به.

3_ حاول أن تذكره دائما بأسم الله فى كل شئ يحبه، كقول الحمد لله أن لدينا الوقت للعب، الحمد لله على هذه الشيكولاته، الحمد لله على الرزق، بسم الله عند الأكل.

4_ إياك أن تتكلم عن غضب الله وجهنم والنار والعقاب من الله، والعجيب أنه يوجد أمهات يقلن إن أبنائهن لديهم نفاق ويكون هؤلاء الأبناء فى عمر خمس سنوات، وعلى هؤلاء الأمهات أن يدركن أن الأطفال فى هذه السن لا تتبلور لديهم مفاهيم مثل النفاق والتقوى، وإنما هم يرددون بتلقائية ما يفهمونه.

5_ أحكى لطفلك قصصا عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه وصغار الصحابة، لترسخ فى أذهانهم أن هؤلاء هم الذين يحبهم الله لذا هم الأبطال لأنهم يرضون الله تعالى.

6_ لابد أن نفصل بين ما نريده وما لا نريده وبين الحلال والحرام، حيث نربط دائما مع الاولاد أن ما نريده هو الحلال وما لا نريده هو الحرام، فمثلا الطفل لا يأكل الكوسة نقول له هذا حرام.

7_ اغرس فى أبنك حسن الخلق، ولن تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا كنت أنت حسن الخلق، يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فيما رواه الترمذى عن سعيد بن العاصى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن".

8_ اصطبر على أبنائك، فلابد أن يكون هناك مجاهدة وصبر مع الأولاد.

أما من أهم الوسائل لتعويد  أبنائنا على الصلاة:

1_ بناء الحب والعاطفة لله رب العالمين ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا يكون عن طريق القصص والكرتون والأناشيد المختلفة.

2_ اللغة التى نتعامل بها فى تعويد أولادنا على الصلاة هى الوسائل التى نستخدمها لجعلهم يصلون، وهى كما قال الرسول الكريم: " مروا صبيانكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر".

3_التكرار، يقول عبد الله بن مسعود:" حافظوا على أبنائكم فى الصلاة وعودوهم الخير فإن الخير عادة"، ولقد أمرنا الرسول الكريم أن نظل ثلاث سنوات نأمر الطفل فيها بالصلاة، وإذا حسبنا عدد الصلاة فى تلك السنوات سنجده أكثر من 5000 صلاة مما يعنى انه كلما كررنا كلما تبرمج الولد على الصلاة.

4_ التدريب والممارسة والتشجيع بأفضل محافظ على الصلاة أو الوضوء وغير ذلك.

ومسألة البرمجة تحتاج لوقت وصبر شديد.

أساليب تحبيب الأولاد فى الصلاة:

1_ يجب أن يرى الأطفال والديهم يصلون بأنتظام حتى ينطبع فى أذهانهم هذا السلوك، فالطفل فى سن سنتين أو ثلاث يقلد حركات أبيه فى الصلاة ويرفع أصبعه مثله، لذا يجب أن نرسخ فى عقول أطفالنا هذا الأمر منذ الصغر.

2_ ربط النظام اليومى بالصلاة، وذلك بتحديد ميعاد الغداء مثلا بعد العصر أو نحن سنخرج بعد المغرب.

3_ على الوالدين دائما أن يعطوا لأولادهم انطباعا أن الأشخاص الصالحين هم من يصلون.

ولا مانع من ذكر شخصيات عامة خيرة وإرجاع ذلك النجاح والخير للصلاة.

4_ احكى القصص التى تربط الأمور الحياتية بالصلاة، وذلك بأن تكون هناك شخصية كرتونية مثلا يحبها الطفل ويقلدها ويرى الطفل تلك الشخصية وهى تؤدى الصلاة.

5_ تعويد الطفل على طريقة لعب معينة تعود الطفل على الوضوء والصلاة.

6_ عند اللعب مع الطفل وتمثيل لعبة ما معه علينا أن نجعل الآذان يدخل داخل تلك اللعبة ويمثل الطفل أنه يصلى داخل اللعب فيقوم بتأدية حركات الصلاة وهو يلعب.

7_ إنشاء مسرح عرائس داخل البيت، وهو ليس بالأمر الصعب، وجعل تلك العرائس تقوم بالصلاة وذلك بتقليد حركات الصلاة من ركوع وسجود وغير ذلك.

8_ تعويد أولادنا فى سن صغيرة الذهاب للمسجد، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :" إنى لأقوم فى الصلاة أريد أن أطيل فيها فأسمع بكاء الصبى فأتجاوز فى صلاتى كراهية أم أشق على أمه" ، وهذا الحديث يبين لنا أن الأمهات كن يأخذن أطفالهن الذين لا يتحكمون فى بكائهم وتصرفاتهم إلى المسجد ولم نسمع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بعدم إحضار الأطفال للمسجد، ولقد كان الرسول الكريم يخطب على المنبر وقد نزل لبكاء الحسن.

9_ تقديم الأطفال فى الصلاة خصوصا إذا كان الطفل من حفظة القرآن، ويروى عن عمرو بن سلمة رضى الله عنه أنه وهو ابن ست أو سبع سنوات يروى قائلا" إن قومى نظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا منى وكانت على بردة كنت إذا سجدت تقلصت عنى، فقالت امرأة من الحى ألا تغطوا عنا إست قارئكم، فاشتروا فقطعوا لى قميصا فما فرحت بشئ فرحى بذلك القميص".

10_ تقوية عاقات المحبة داخل الأسرة فالحب أقصر الطرق للطاعة.

11_ تعويد وتحبيب الطفل على صلاة الفجر منذ الصغر.

12_ إنشاء جدول محاسبة للطفل به نجوم يأخذها بعدد تأدية الصلاة.

13_ مكافأة الطفل مقابل تأدية الصلاة وذلك ربما يجعل الطفل فى البداية ماديا، ولكن مع مرور الوقت سيتغير هذا الطفل ويعتاد على الصلاة.

14_ الحوار والمناقشة مع الطفل ويجب أن نشكر الله على ما أعطانا وهذا الشكر يكون بالصلاة.

15_ عدم التعليق على مسألة إتقان الصلاة إلا بعد مواظبة الطفل تماما على الصلاة، فنبدأ وقتها بالتعليق والتوجيه عل تأدية الصلاة من خشوع لله وثبات فى الوقوف وغير ذلك.

16_ هناك أطفال كثيرة ينشغلون عن الصلاة باللعب، وهنا يجب ألا نترك اللعب يضيع الصلاة وإنما نبحث عن طريقة تجعل الطفل يترك اللعب ويذهب للصلاة، وهناك أم قامت بحساب الوقت الذى تؤدى فيه الصلاة وكان عشر دقائق فقالت لأبنها إنه وقت قصير أمام وقت اللعب فلماذا لا يصلى فوعدها أنه سيصلى وفعلا كان ما وعد.

17_ لابد من التدرج فى طلب الصلاة وأعتبار مسألة السن، فالطفل من سن سنتين وحتى خمس سنوات يقوم بتقليد الحركات فقط، وحتى سن السابعة نعلمه قراءة الفاتحة والسور القصيرة، كما يجب أن ننتبه لأنفسنا لأن الطفل وقتها يظهر لديه مفهوم القدوة.

18_ من سن خمس وحتى سبع سنوات لا يجب أن نجبر الطفل على الوضوء لكل صلاة لذا لا مانع من ترك الطفل يصلى بلا وضوء، وأيضا فى هذه السن وهو خمس إلى سبع سنوات نجد الاطفال يصلون ركعة أو اثنين ثم يذهبون ويتركون الصلاة وهذا شىء طبيعى فى هذه السن ولا مانع منه .

19- اقامة مسابقات عن الصلاة .

20_ اقامة حفل لبلوغ الطفل سن السابعة وهو سن الصلاة ومن سن السابعة وحتى العاشرة يجب عدم الأمر بتأدية الصلاة مباشرة بقول قم لصلاة العصر لأن هذا خطأ تربوى وأنما بطريق غير مباشر بقول هيا لنصلى معا.

21_ أحراج الطفل بالصلاة.

22_ بعد الصلاة سنقوم بكذا .

23_الرياضة مهمة لكن لا ينبغى أن تعطلنا عن الصلاة لذا يجب أن نجعل الطفل يترك الرياضة اذا سمع الأذان وجعله يصلى ثم يكمل ما كان يفعله.

24_ يجب الا نجعل الطفل يترك الصلاة فى مرضه وانما لابد أن نرسخ فى ذهنه أن المرض لا يعوقه عن الصلاة وأنه يستطيع  أن يصلى جالسا.

25_ يمكن أن نذاكر مع الطفل مادة الحساب بأمور تتعلق بالصلاة مثل كم عدد ركعات الظهر بالاضافة لركعات المغرب , أو ما الوقت بين صلاة العصر والعشاء .

 وأخيرا أقول انه بعد هذه الوسائل لن نحتاج لضرب الطفل على الصلاة .

الدكتور: ياسر نصر مدرس الأمراض النفسية والأستشارى التربوى

إرسال تعليق Blogger

 
Top